“ فتح القلوب لا الدروب '' هذا النص يعود إلي عين منطق النبي .. ذلك الذي انقلب الي منطق آخر في فتوحات العنوة , إخراج الناس بغير حق عن ديارهم , وهو مدار كان قد ألح عليه القرآن كثيرا , في مسألة ( الناس والديار ) , التي تستبطن حقا وجوديا للإنسان في وطنه بما لا يمكن إن يكون الكفر مبررا لسلبه إياه , ناهيك عن تدينه بدين آخر ..”
“إن منطق أرسطو يصلح للوعظ ولمشاغبة معاً. فالواعظ الذي يرقى المنبر ﻹنذار الناس بالويل والثبور، والمشاغب الذي يبحث عن عيوب الناس لينتقدها، كلاهما يستعمل هذا المنطق في الهجوم والدفاع. فهو منطق الوعظ ﻻ اﻻتعاظ، إذ إن المولع به شديد في وعظ غيره بينما هو بعيد عن اﻻتعاظ بما يعظ بع: فهو يتلمح في سلوك كل فرد من اﻷفراد المحتكين به تناقضاً منطقباً ولكنه ﻻيرى ذلك التناقض في نفسه.”
“يمكن القول إن منطق أرسطو كان عاملاً هامًا في عزل المفكرين عن سواد الناس . فهو قد جعل الناس على طبقتين منفصلتين من ناحية التفكير : طبقة قد صعدت في برجها العاجي تتلذذ بالتأمل في الحقيقة المجردة , وطبقة أخرى بقيت منجرفة بتيار الحياة تريد أن تتكيّف للحقائق المتغيرة يومًا بعد يوم”
“إن الدين الحقيقي لايستطيع أن يماشي الدولة طويلاً، فطبيعته المثالية الصاعدة تحفزه على الإفتراق عن الدولة عاجلاً أم آجلاً، ومعنى هذا أن القرآن والسيف متناقضان. فإن اتحدا وبقيا على اتحادهما كان ذلك دليلاً على وجود عيب في أحدهما. فلابد للسيف أن يتنازل عن قسوته أو يتنازل القرآن عن ثورته. وإذا خرج أحدهما عن طبيعته انقلب إلى شيء آخر”
“إن كثيرًا من المغالين لا يرون إلا جزءًا من الصورة، وهو تراجع مستوى حكام المسلمين عن المستوى الذي كان عليه حكام الامة في صدر الإسلام. أو الذي كان عليه الصفوة من حكام الامة على مدار التاريخ الإسلامي، وهم لا ينظرون إلى التراجع الخطير الذي حدث على المستوى الشعبي العام.”
“إن ثروات العالم أجمع عاجزة عن شراء ذلك الشريان الذي يغرسه الانسان في تربة وطنه .. ليحيا .. لا ليعيش فقط !”