“وعجيب أن نقع بين صنفين متناقضين: صنف يفسر بقواعد اللغة والبلاغة، ولفت النظر إلى بعض الأحكام القريبة الظاهرة ثم يقف.وصنف آخر يهدم القواعد ويتجاهل الحدود ويهجم على القرآن بمعان مبتوتة الصلة به لأنها فى نظره ترقق القلب، وترهف الوجدان، وتنقل الناس إلى الله.”
“إن الإسلام يحترم ' موسى ' والتوراة التى أنزلت عليه، ويحترم ' عيسى ' والإنجيل الذى جاء به. ولو كانت المنافسة بين الأديان قائمة على الرغبة المحضة فى هداية الناس والإخلاص العميق فى تقريبهم إلى الله، لما بقى بينها مجال للكيد الرخيص والعداوة الدامية. ولكن الإسلام أخذ على ما سبقه من أديان، أنه يؤمن بهم ويكفرون به.!”
“بعض الناس يسىء إلى الدين عندما يهمل تهذيب طباعه وتقويم عوجه ٬ ثم يحرص على الاستمساك بشعائره ٬ كما يمسك الملوث قطع الصابون بيده ٬ دون أن يذهب بها درئا ٬”
“المادية تشد الناس إلى أسفل والتزاع الأبدى بين الناس فى هذه الحياة، أساسه أتكون الهيمنة للحيوان الرابض فى دم الإنسان يتحرك بنزعات القسوة والأثرة وحدها، أم تكون الهيمنة للقلب الإنساني المتطلع إلى الكمال والسلام، والحب والإيثار؟ ذاك ما يجب أن يعرف بجلاء، وأن ترتفع حناجر المصلحين به.”
“من المؤسف أن بعض الناس يقع على السيئة فى سلوك شخص ما فيقيم الدنيا ويقعدها من أجلها ، ثم يعمى أو يتعامى عما تمتلئ به حياة هذا الشخص من أفعال حسان وشمائل كرام”
“المؤمن الحق ٬ لا يكترث بأمر ليس له من دين الله سناد. وهو ٬ فى جرأته على العرف والتقاليد ٬ سوف يلاقى العنت. بيد أنه لا ينبغى أن يخشى فى الله لومة لائم ٬ وعليه أن يمضى إلى غايته ٬ لا تعنيه قسوة النقد ٬ ولا جراحات الألسنة . والباطل الذى يروج حينا ٬ ثم يثور الأقوياء عليه فيسقطون مكانته. لا يبقى علي كثرة الأشياع أمدا طويلا ٬ ورب مخاصم اليوم من أجل باطل انخدع به ٬ أمسى نصيرا لمن خاصمهم ٬ مستريحا إلى ما علم منهم ٬ مؤيدا لهم بعد شقاق . عن ابن عباس رضى الله عنهما. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : “من أسخط الله في رضا الناس سخط الله عليه . وأسخط عليه من أرضاه فى سخطه ! ومن أرضى الله فى سخط الناس رضى الله عنه . وأرضى عنه من أسخطه فى رضاه !! حتى يزينه ويزين قوله وعمله فى عينيه “ . فليجمد المسلم على ما يوقن به وليستخف بما يلقاه من سخرية واستنكار عندما يشذ عن عرف الجهال ٬ويخط لنفسه نهجا ٬ يلتمس به مثوبة الله عز وجل ٬”
“إن النظر إلى أدنى حجاب قاطع، أو هو عائق عن الرفعة المنشودة.وإذا أحببت أن تقارن نفسك بغيرك فلا تنظر إلى الدهماء ثم تقول: أنا أفضل حالا، بل انظر إلى العلية ثم قل: لماذا أقصر عنهم؟ يجب أن أمضى في الطريق، ومن سار على الدرب وصل...”