“فقط أرغب فى قول أن السفهاء الذين يتكاثرون فى بلادى هم كل من يرضى بأن يكون سطحياً و فارغاً، كل من يستسلم لسطوة الجهل و التخلف،كل من يرضى بأن يكون تابعاً فى طابور الحياة و هو يملك أن يكون طابوراً بمفرده، كل من يمنح عمره لخدمة غيره دون معرفة بجوهر وجوده، كل من يبحث عن الحضور فى الزمن الذى فرض قانون: اخضع لتحظى بالمرور.”
“الكتابة ليست لوحة تشكيلية، الكتابة هى مد خيط صغير طويل جداً من قلبك لقلب تتنفس من نبضه، الكتابة هى صنع منشور يحيل المشاعر الملونة إلى طيف واحد، الكتابة هى انثى بالغة التمنع و تمنحك فى كل لقاء جزء منها، الكتابة تمرد على الكلمات المبحوحة فى شفاه تعانى سطوة الخجل، الكتابة هى البحث فى شىء مجهول عن شىء مجهول قد يكون معلوماً فى نص قادم، الكتابة هى الثرثرة!”
“لننظر الآن إلى ادعاء رجال الدين أن لديهم ف كتبهم الدينية نظاماً يصلح لكل مكان و كل زمان دون أن يحتاج إلى تغيير أو إضافة، نظاماً قد شمل كل كبيرة و صغيرة لا فى مسائل العقيدة وحدها بل فى شؤون الدنيا و حاجات الحياة أيضاً. و هو ادعاء لا يفتؤون ينشرونه و يكررونه، و يستشهدون له بآيات أو أجزاء من آيات يحرفونها عن مواضعها، و يحمّلونها فوق ما يحتمل معناها. كاستشهادهم بقوله تعالى "ما فرطنا فى الكتاب من شئ"، و قوله "تبياناً لكل شئ"، و قوله "و تفصيل كل شئ" و قوله "اليوم أكملت لكم دينكم و أتممت عليكم نعمتى".ينسون أن الحديث فى الآية الأولى ليس عن القرآن بل عن اللوح المحفوظ، و يرفضون أن يسلموا بأن المقصود فى الآيات الأخرى أصول العقيدة التى بها يتميز الإسلام عن ثائر الأديان فيصرون على أن المراد فيها أيضاً كل ما تحتاجه حياة البشر من قوانين و معاملات ،،،”
“كل شىء فى حياتنا رزق حتى الحب . سبحان الله فى عدله تفاوتنا فى مصنفات عطائه و تساوىنا فى توزيعه فإنتهينا جميعاً من حيث بدأنا و لن يسعد إلا من يرضى”
“أنت عربى وبينك وبين الصهيونية بحر من الدم و المرارة و الألم.لكنك مثقف انسانى أيضا.يفزعك الخلط، فأنت تعشق "كافكا" و كتاب (تفسير الأحلام) وجمالية نسبية "أينشتاين"،وتعجبك بافتتان جداريات "شاجال" .يفزعك الخلط.وتشعر بنواة الانقلابات المريرة فى كل صوت عال.فى كل صوت سوقى.وتبتعد غير مطمئن تفكر فى احتمال أن يكون الصهاينة أنفسهم هم المشعل الخفى لهذا الفتيل؛حتى يتزايد عدد المهاجرين من اليهود السوفييت الى اسرائيل بدعوى الرعب من نار اللاسامية. لم لا؟ يفزعك الخلط و أنت تمضى فى الطابور الخارج من هذه البؤرة،و تفكر فى آفاقها.هل تبقى مجرد بؤرة للتنفيس،أم أن هذه عينة من وجع كبير فى هذا البلد الكبير..الثقل الكبير فى ميزان العالم الذى سيسحقنا-أول ما يسحق- اختلاله؟..وتمضى بعلامات استفهامك المعلقة..تروم مكانا فسيحا تتنفس فيه أحسن،بعيدا عن هذا الزحام.”
“الأفعال و الكلمات الجيدة .. مثل العطر الذى لا تتبخر رائحته من الجو . حاول أن تترك عطرك فى كل مكان تعبره”
“العابرون دون صوت، أكرهكم/ الغارقون فى التفكير، أشفق عليكم/ الخارجون على القانون، أعتز بكم/ الواقعون و القابعون فى معتقل الماضى، صدقاً أحن عليكم/ الراسخون فى الحلم، أراكم محلقين/ أصدقائى النائمون و يحلمون دون أن يجاورهم أحد، أحبكم/ أصدقائى النائمون و لا يحلمون و لا يعلمون، لا أعرفكم/ أصدقائى الذين لا أعرفهم، لا أشعر بأى تخاطر معكم/ أصدقائى الذين يعانون من وسواس الغياب، أقترح أن تختفوا/ أصدقائى الذين خذلتهم أنصحكم أن تترصدوا روحى و تغتالوها/ أصدقائى الذين لا يبعثون لى شيئاً، تباً و سحقاً!!”