“فقط أرغب فى قول أن السفهاء الذين يتكاثرون فى بلادى هم كل من يرضى بأن يكون سطحياً و فارغاً، كل من يستسلم لسطوة الجهل و التخلف،كل من يرضى بأن يكون تابعاً فى طابور الحياة و هو يملك أن يكون طابوراً بمفرده، كل من يمنح عمره لخدمة غيره دون معرفة بجوهر وجوده، كل من يبحث عن الحضور فى الزمن الذى فرض قانون: اخضع لتحظى بالمرور.”
“كل شىء فى حياتنا رزق حتى الحب . سبحان الله فى عدله تفاوتنا فى مصنفات عطائه و تساوىنا فى توزيعه فإنتهينا جميعاً من حيث بدأنا و لن يسعد إلا من يرضى”
“لا يكفى فى العمل السياسى أن يكون الانسان صادقا و متفانيا ، خاصة فى جو الكهانة ، و الذى انتقل من الأديرة النائية الى التنظيمات السرية.فحين تغيب الحرية فى القول و الاختيار، وحين يتم التستر على كل شئ ، خاصة الأخطاء ، بحجة حماية التنظيم ،و لعدم تمكين الأعداء ، فعندئذ من الأفضل ، بل الأهم ، أن يكون الانسان ماكرا بارعا و أقرب الى النفاق، و خاصة مع من هم أكبر منه موقعا ، و مع من هم أقوى ! أما اذا كانت الطيبة سلاح المناضل ، فانها فى حالات كثيرة تدل على الغفلة و سوء التقدير ، و عدم معرفة القوانين الحقيقة التى تحرك الأشخاص و تتحكم بالسياسة و الدول”
“لم أعد أخوض معه فى اى حديث من هذا النوع . فقد أدركت أنه لا فائدة من كلام لا يسمع , و من وعى بلغ من التخلف أن اعتقد بإحاطته باليقين التام , و بأن كل مايقع خارج معتقده هو , إنما هو ضلال مبين”
“لأنك طرشجى حلوجى لا تحسن الكلام و أن ضمنته صدقًا و رأيًا ذا موضوع..أعلم يا طرشجى يا حلوجى أنك سوف تعيش تعسًا مدى الحياة لقلة ما تملك من المداهنة و النفاق..لسوف يكون عيشك نكدًا و علاقاتك مزقًا و لربما فشلت فى كل العلاقات حتى بأبنائك ..لكنك مع ذلك سوف تبقى فى الضمائر ما بقيت لكلمة الصدق رجاحة فى الأذهان و ما بقى للرأى الصريح تعزيز فى المجتمع ..لكل الله على كل حال..هو لن يتخلى عنك فلابد أن يكون هناك من يفهمك و بأخذك على راحتك .”
“إن المسئول عن انهيار مملكة السماء هم رجال الدين أنفسهم ! ... أولئك كان ينبغى لهم أن يتجردوا من كل متاع الأرض، و يظهروا فى زهدهم بمظهر المنتظر حقاً لنعيم اَخر فى السماء ... لكنا نراهم هم أول من ينعم بمملكة الأرض، و ما فيها من أكل طيب يكنزون به لحماً، و خمر معتق ينضح على وجوهم المورة، و تحت إمرتهم : السيارات يركبونها، و المرتبات يقبضونها ! ... إنهم يتكلمون عن السماء، و كل شئ فيهم يكاد ينطق بأنهم يرتابون فى جنة السماء، و أنهم متكالبون على جنة الأرض. هؤلاء هم وحدهم الذين شككوا الناس فى حقيقة مملكة السماء ...إن كل ما بناه الأنبياء بزهدهم الحقيقى، و جوعهم، و عريهم، مما أقنع الناس بأن هؤلاء الرسل هم حقاً ينتظرون شيئاً فى العالم الاَخر .. جاء هؤلاء فدمروه! و كانوا أقوى دليل على كذب مملكة السماء، و خير دعاية لمملكة الأرض ... و أنسوا الناس بانغماسهم فى هذه الحياة، أن هنالك شيئاً اَخر غير هذه الحياة ! إيفان لـ محسن فى رواية "عصفور من الشرق”