“إن الإنسان أحوج الخلائق إلى التنقيب في أرجاء نفسه, و تعهد حياته الخاصه و العامة بما يصونها من العلل و التفكك.و ذلك أن الكيان العاطفي و العقلي للإنسان قلما يبقى متماسك اللبنات مع حدة الاحتكاك بصنوف الشهوات و ضروب المغريات ...فإذا ترك لعوامل الهدم أن تنال منه فهي آتية عليه لا محالة, و عندئذ تنفرط المشاعر العاطفية و العقلية كما تنفرط حبات العقد إذا انقطع سلكه ...”

محمد الغزالي

Explore This Quote Further

Quote by محمد الغزالي: “إن الإنسان أحوج الخلائق إلى التنقيب في أرجاء نفس… - Image 1

Similar quotes

“إن الإنسان أحوج الخلائق إلى التنقيب فى أرجاء نفسه، وتعهد حياته الخاصة والعامة بما يصونها من العلل والتفكك.ذلك أن الكيان العاطفى والعقلى للإنسان قلما يبقى متماسك اللبنات مع حدة الاحتكاك بصنوف الشهوات وضروب المغريات...فإذا ترك لعوامل الهدم تنال منه فهى آتية عليه لا محالة، وعندئذ تنفرط المشاعر العاطفية والعقلية كما تنفرط حبات العقد إذا انقطع سلكه...وهذا شأن (... من أغفلنا قلبه عن ذكرنا و اتبع هواه و كان أمره فرطا)كما يقول الله عز وجل.وكلمة " فرط " ينبغى أن نتأمل فيها، فالعامة عندنا يسمون حبات العنب الساقطة من عنقودها أو حبات البلح الساقطة من عرجونها "فرطا".وانتزاع حبات الأذرة من كيزانها المتراصة تمهيدا لطحنها تشتق تسميته من المادة نفسها.والنفس الإنسانية إذا تقطعت أواصرها ولم يربطها نظام ينسق شئونها، ويركز قواها أصبحت مشاعرها وأفكارها كهذه الحبات المنفرطة السائبة لا خير فيها ولا حركة لها.ومن ثم نرى ضرورة العمل الدائم لتنظيم النفس وإحكام الرقابة عليها..والله عز وجل يهيب بالبشرـ قبيل كل صباح ـ أن يجددوا حياتهم مع كل نهار مقبل.فبعد أن يستريح الأنام من عناء الأمس الذاهب، وعندما يتحركون فى فراشهم ليواجهوا- مع تحرك الفلك- يومهم الجديد.فى هذه الآونة الفاصلة تستطيع أن تسأل: كم تعثر العالم فى سيره؟ كم مال مع الأثرة؟ كم اقترف من دنية؟ كم أضلته حيرته فبات محتاجا إلى المحبة والحنان؟ فى هذه اللحظة يستطيع كل امرئ أن يجدد حياته، وأن يعيد بناء نفسه على أشعة من الأمل والتوفيق واليقظة.”


“و الحق أن الرجولاتِ الضخمة لا تُعْرَفُ إلا في ميدان الجرأة.و أن المجد و النجاح و الإنتاج تظل أحلاما لذيذة في نفوس أصحابها, و لا تتحول إلى حقائق حية إلا إذا نفخ فيها العاملون من روحهم, ووصلوها في الدنيا من حس و حركة.و كما أن التردد خدش في الرجولة, فهو تهمة للإيمان, و قد كره النبي صلى الله عليه و سلم أن يرجع عن القتال بعدما الرتأت كثرة الصحابة المصير إليه.”


“إن الإنسان عندما يرتفع عن سطح الأرض تتغير الأشكال و الأحجام في عينه, و تكون نظرته إلى ما دونه أوسع مدى و أرحل أفقاًو هو هو لم يتغيركذلك إرتفاع الإنسان في مدارج الارتقاء الثقافي و الكمال الخلقيإنه يغير كثيراً من أفكاره و أحاسيسهو يبدل أحكامه على كثير من الأشخاص و الأشياءو المرء في طور الصبا غيره في طور الرجوله, و هو في طور الشباب غيره في طور الكهولهو نحن نسطيع أن نصنع من انفسنا مُثلاً رائعه إذا أردناو سبيلنا إلى ذلك تجديد أفكارنا و مشاعرنا, كما تجدد الرقعه من الصحراء إذا انضاف إليها مقدار ضخم من المصبات و المياهإننا نتحول أشخاصاً آخرين كما تتحول هذه الصحراء القاحله روضة غنّاء”


“ما دامت المرأة مطيعة فإن الإساءة إليها جريمة و لا معنى لهذه الإساءة ، ثم إذا حدث أن تغيرت العاطفة فإن الرجل ينبغي أن يتهم نفسه كما أمر الله : "و عاشروهن بالمعروف فإن كرهتموهن فعسى أن تكرهوا شيئاً و يجعل الله فيه خيراً كثيرا" و لذلك ورد أن رجلا ذهب إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه و قال له : أريد أن أطلق امرأتي.. قال له : لم؟ قال : لا أحبها.. قال له: ويحك أو كل البيوت تُبنى على الحب؟ فأين التذمم و الوفاء؟ أين العهود و الأخلاق و الحياء و الوفاء؟ إن الإنسان ينبغي أن يكون في هذا تقيا”


“كل ما هنالك من فرق ان غيرنا انتفع بما يملك و أتاح الفرصة لبقائه و نمائه ، و عملت الحرية الموفورة عمل الآشعة في إنضاج الرزع و عمل المياه في إمداده بالنضارة و الحياة أما في أرجاء العالم الإسلامي فإن الحكم الفردي من قديم أهلك الحرث و النسل و فرض ألوان من الجدب العقلي و الشلل الأدبي أذوت الأمة و أقنطت الرجال”


“ما أجمل أن يعيد الإنسان تنظيم نفسه بين الحين و الحين, و أن يرسل نظرات ناقدة في جوانبها ليتعرف عيوبها و آفاتها, و أن يرسم السياسات القصيرة المدى, و الطويلة المدى, ليتخلص من الهنات التي تزري به.”