“بعد عشر سنوات من التطور العمراني الرائع وتطور البينة الأساسية والتخطيط العمراني لم يعد بمقدور أحد التعرف على (جدة) فلقد أصبحت مدينة على الطراز الأمريكي ، مدينة كبرى بمقاييس برلين إذ يرى المرء لافتات الشوارع ، وأنواع السيارات والإعلانات المضاءة ومحطات الوقود على نحو يوحي بمدينة كولورادو أو مينا بوليس”
“من يدلني على مدينة لم تعرف القصفلأذهب وأعيش فيها؟؟من يدلني على حقول، لم يُدفن فيها خلسةقتيل عذبوه قبل موته؟من يدلني على أشجارلم تسمع انتحاب امرأة على حبيبها المخطوف؟من يدلني على سماءلم تشهد زرقتها ظلماً أو قسوةأو فكراً يُغتصب عنوة؟”
“سأكتب إليك من مدينة ما زالت تشبهك, وأصبحت أشبهها. ما زالت الطيور تعبر هذه الجسور على عجل, وأنا أصبحت جسرا آخر معلقاً هنا ..”
“لقد مررت بمدينة الجنون وأقمت بمدينة الغربة وامتلكتني مدينة الرعب زمناً واستطعت أن اغادرها كلها من جديد إلى مدينة الحياة اليومية المعافاة ولكنني خلفت جزءاً مني في كل مدينة مررت بها وحملت جزءاً منها في ذاتي”
“كل مدينة لم أتهاوً على مقاعدها الرصيفية متعبا لا أستطيع القول أنني عرفتها”
“كنت أخلّف في كل مدينة جزءً من طاقتي على الفرح، والتوق، والانتظار.”