“أن جيل الصحابة لم يكن غير مجتمع بشري فيه الظالم لنفسه والمقتصد والسابق بالخيرات بإذن الله، وليست غلبة الخير على أهل ذلك الجيل مسوغاْ كافياْ للتعميم والإطلاق، وإضفاء صفات القدسية على كل فرد فيه، مما يناقض حقائق الشرع قبل حقائق التاريخ. وإذا كان لأهل الحديث مبررهم في قبول رواية كل الصحابة دون استثناء، فإن تحويل عدالة الرواية في السلوك بشمل كل الصحابة خلط في الاصطلاح، وتنكر للحقيقة الساطعة لا يليق بالمسلم الذي يؤثر الحق على الخلق مهما سموا”
“اعلم أن فقهاءنا ( الأحناف ) رحمهم الله تعالى أكثر اتباعا للسنة من غيرهم ، وذلك أنهم اتبعوا السلف في قبول المرسل ، معتقدين أنه كالمسند في المعتمد ، مع الإجماع على قبول مراسيل الصحابة من غير النزاع ، قال الطبري : أجمع العلماء على قبول المرسل , ولم يأت عن أحد منهم إنكاره إلى رأس المأتين . قال الراوي : كأنه الشافعي ؟ وأشار إلى ذلك الحافظ أبو عمر ابن عبد البر في التمهيد . فمن نسب أصحابنا إلى مخالفة السنة واعتبار الرأي والمقايسة فقد أخطأ خطأ عظيما ، لأن الحديث الموقوف على الصحابة مقدم على القياس عندنا ، وكذا الحديث الضعيف . فمن خالفنا فيما ذكرنا فهو من رأيه الفاسد ، وقياسه الكاسد”
“إن المجتمع المتمدن هو ، على النقيض من ذلك ، محتاج إلى جهود كل فرد ، ضعيفًا كان أم قويًا ، فكل فرد له مجاله الذي يستطيع أن ينتج فيه شيئًا ، واختصاصه الذي يبرع فيه .”
“أعرف أنك مُتِ لكني غير قادر على استيعاب ذلك.. عاجز عن أن أفهم لِمَ تموتين الآن في هذا التوقيت المُوجع؟.. لِمَ ينبغي أن ترحلي في زمنٍ يرحلُ فيه كل شيء، كل أمل، كل حلم، كل أمنية انتظرناها ولا يبقى غير الذل؟!”
“إذن فالانشغال بالقرآن والانتفاع بمعجزته والدخول في دائرة تأثيره هو العامل الرئيسي الذي غير الصحابة وصنع منهم ذلك الجيل الفريد الذي تفخر به البشرية حتى الآن”
“أكثر الناس متفقون على ما يظنون أنهم مختلفون فيه، فإن لكل شيء جهتين: جهة مدح، وجهة ذم، فإما أن تتساويا، أو تكبر إحداهما الأخرى، فإن كان الأول فلا معنى للاختلاف، وإن كان الثاني وجب على المختلفين أن يعترف كل منهما لصاحبه ببعض الحق، لا أن يكون كل منهما من سلسلة الخلاف في طرفها الأخير.”