“إن الإيمان الحقيقي بقيم التقدم لا يكون حقيقيا وجديرا بالإحترام ما لم يعلنه المؤمنون به فى ظل ظرف تاريخي محبط كالظرف التاريخي الذى خلفه حكام مجرمون مثل بن علي وحسني مبارك والقذافي وعبدالله صالح (وقد سقطوا) وبشار الأسد (وهو سيسقط لا محالة خلال هذا العام الجديد) .... وأن يعملوا من الآن على إسترداد عقل وقلب الوطن من دعاة الماضي وخصوم العلم والتقدم والحريات والمعاصرة”
“النساء هن نصف المجتمع عدديا وأمهات ومربيات النصف الآخر ... وعليه ، فإنه مالم تصبح تتقدم وتتحدث (من الحداثة) المرأة ، فستبقي مجتمعاتنا (كما هى اليوم) عالة على البشرية فى سائر مجالات العلوم والإبتكارات . ودليلي على صواب هذا القول هو أنه لا يوجد شعب واحد على سطح الأرض له إسهامات فى مسيرة التقدم العلمي إلا الشعوب التى تساوت فيها المرأة مع الرجل فى الحقوق والمكانة . أما الشعوب الأخري التى بقت مجتمعاتها ذكورية (ككل الشعوب العربية) فهى محض مستورد لتجليات العلم لا صانعة لها ، وهو عار لا يشعر به من جبلوا على "شراء" لا " صنع" الحياة ... وفى مقدمة هؤلاء من جعلتهم الثروة التى هطلت عليهم (بعد قرون من شظف العيش مع النوق والماعز وبيوت الشعر وتلال الرمال) يظنون أنهم قد إرتقوا ، وهم أبعد ما يكونون عن فهم معني الإرتقاء.”
“لولا اخفاق حكاّم مصر ( ونظمهم ) خلال العقود الستة الماضية ، لما اختار كثير من المصريين اي مرشح من المحسوبين على التيار الإسلامي. لولا اخفاق هؤلاء : سياسياً واقتصادياً واجتماعياً وتعليمياً وثقافياً ، لما دخل البرلمان المصري عضو واحد من التيار الديني . فالانسان الذي يعيش في ظروف حياتية كريمة ، والذي يشارك في الحياة العامة كصاحب مصلحة في اختيار ممثليه وحكوماته ، والذي تلقى تعليماً عصرياً يقوم على تفعيل العقل بوجه عام والعقل النقدي بوجه خاص ، والذي يعيش في مناخ اجتماعي يتسم بالوضوح والعدل (والعدل فى أحسن الأحوال " نسبي " ) ، والذي يحيا في مناخ ثقافي وإعلامي ينتمي للعصر ومسيرة التقدم الانسانية ، لايمكن ان يختار من لا علاقة لهم بالعصر والتقدم والحداثة وحقوق الانسان وحقوق المرأة. لولا اخفاق حكام مصر ( ونظمهم ) خلال العقود الستة الماضية في كافة المجالات وعلى كافة الأصعدة ، لكان جل المصريين قد اختاروا من يشغلهم الحاضر والمستقبل ، لا من لا حديث لهم الا عن الماضي وما سلف ومن سلف.”
“بالعلم والادارة يكون التقدم . وبالشعارات والايدولوجيات يكون البعد عن طريق التقدم. والعلم والادارة هما القاطرتان اللتان أخذتا مجتمعات مثل اليابان وتايوان وسنغافورة وماليزيا وكوريا الجنوبية لآفاق التقدم العليا التي بلغتها هذه المجتمعات . والعلم والادارة انسانيان من الألف للياء . بمعنى انهما لا دين ولا قومية لهما . والعلم والادارة هما زبدة وخلاصة مسيرة الانسانية . ولاتوجد حالة تقدم واحدة على ظهر الكرة الأرضية اليوم بسبب آخر غير العلم والادارة.”
“قال الأستاذ لتلاميذه أن الإخوان المسلمين فى مصر لا يتوقفون عن تكرار أن على الأقلية أن تخضع لخيارات الأغلبية ... فقال : هذا منطق سقيم ! فالأميون (الذين لا يقرأ أيهم ولا يكتب) هم قرابة نصف المجتمع المصري ... فهل لو أنهم كونوا حزبا (حزب الأميين) وحصلوا على الأغلبية فى أول إنتخابات برلمانية ، كان من حقهم إختيار رئيس وزراء أمي ووزير دفاع أمي ووزير تعليم أمي !!؟؟ ضحك الأستاذ وهو يردف : مصر اليوم بحاجة لدستور يضعه رموز التألق فى سائر المجالات ، وكما حدث فى مصر فى سنة 1923 ، فإن الدستور يجب أن يسبق الإنتخابات البرلمانية ... والدستور الجديد ينبغي ان يتضمن نصا واضحا يجعل من الجيش المصري حاميا للوطن والدستور والدولة المدنية ويحظر أية إستفتاءات مستقبلية حول الطابع المدني للدولة المصرية . وهذا أمر حتمي لحماية مصر وضميرها المعاصر والمتحضر من دعاة الخرافة وترهات الماضويين وأصحاب الأحلام الثيوقراطية.”
“أنا على ثقة أن المجتمعات الإسلامية ستشهد مارتن لوثر وكالفن الإسلام (وربما أكثر من مارتن لوثروأكثر من كالفن) ، وأن صراعا مريرا سيستمر لسنوات وعقود قبل أن تصل هذه المجتمعات الإسلامية للحالة الصحية والتى تسمح بإنطلاق وإبداع العقل الإنساني ، وهى الحالة التى بدونها لا يمكن حدوث التقدم واللحاق بمسيرة التقدم الإنسانية ... فثقافة الطاعة والتقليد والإتباع التى يروج لها كثير من الإسلاميين بوجه عام والحنابلة وأتباع إبن تيمية وإبن قيم الجوزية والدعوة الوهابية بوجه خاص لا يمكن أن تفرز العقل صانع التقدم ... والدليل الأوضح هو حالتنا الراهنة : فحتي أغني المجتمعات الإسلامية تعيش عالة على تجليات العقل الغربي الذى حرر نفسه منذ أكثر من أربعة قرون من ربقة عبودية العقل الإنساني للسلف والتقليد والإتباع والطاعة.”
“مدام ماري سكودوفسكا كوري (البولندية الأصل ، والفرنسية الجنسية) والتى عاشت ما بين 1867 و 1934 ، لم تكتف بأن تكون أول إنسان يحصل على جائزة نوبل مرتين فى 1903 و 1911 (فى الفزياء والكيمياء - وليس فى فى فرك أصابع الرجلين كما يفعل الكثير من علماءنا الأجلاء) ... بل وقدمت للبشرية إبنة (إيرين جوليو - كوري) حصلت هى أيضا (سنة 1935) على جائزة نوبل فى الكيمياء ... ومع ذلك ، فأنها لو كانت بيننا اليوم ، وذهبت للشهادة أمام قاض يرتدي الدشداشة والشماغ فى مدينة بصحراء نجد ، فإن هذا القاضي سيصر على أن شهادة مداد كوري بنصف شهادة رجل مثل عوض القرني أو الشيخ السديس أو الدكتور النجيمي !! ولن يكون بوسعه أن يري أن النصوص الدينية يمكن أن تحترم رغم نظرتنا لها كنصوص مرتبطة بظرف تاريخي وثقافي محدد .”