“الخليفة الثاني هو الذي أسس لنقل السياسة الإسلامية من كونها ممارسة نبوية بشخص النبي ذاته، إلى كونها ممارسة إنسانية يقوم بها خليفته. وفي هذا اتسع المجال للخلاف بين الآراء، على العكس مما كان الأمر في حياة النبي.وبدءا من ذلك بدأت الانفجارات في العلاقات بين الدين و العالم، عبر العلاقة بينه و بين الدولة. ربما نجد في هذه الانفجارات عناصر تشارك في تفسير العنف، الدموي غالبا، في الخلافات ما بين المسلمين، بعد وفاة النبي مباشرة، وعلى امتداد النصف الأول من القرن الهجري الأول، والذي مات فيه ثلاثة خلفاء راشدين اغتيالا. وتمثلت ذروة هذه الخلافات في تأسيس الدولة الأموية حيث أصبح الدين مجرد أداة لخدمة الخلافة السياسية أو مجرد سلاح لمحاربة العدو. وأخذ الدين يتفتت في مذهبيات دوغمائية، يُعنى أصحابها بالقضاء على خصومهم، أكثر مما يعنون بالدولة و بنائها.”
“لا تقطع صديقاً وإن كفر , و لا تركُن إلا عدوِّ و إن شكر ..تعاشروا كالإخوان , وتعاملوا كالأجانب ..لا تُمازح الدنيء فيجتريء عليك ..”
“هل التخلف في العالم العربي عائد إلى أن العرب لم يستطيعوا على مدى تاريخهم أن يبنوا دولةً، وإنما بنوا أنظمة سياسية مرتبطة بالقبيلة و الطائفة وأهوائها، وهو ما يتناقض مع بناء الدولة وإقامة مؤسسات. وهكذا كان النظام، دائما، فَرْدًا، وكانت المؤسسة التابعة له قبيلة – طبعا، لا لحماية المجتمع، بل لحماية النظام.لا تعدد هنا، بل استتباعٌ وإخضاع.ولا حرية، بل تبعية.ولا فردية، بل قبلية: فأنت هنا جزءٌ من نظام، من قبيلة، من طائفة، قبل أن تكون مواطناً.ولا وطن إذاً، بل محمية، و بستان ودكان.ولا تقدم إذاً، بل دوران.”
“.حاكيتُ العناصرَ و فشلتُ, إلّا في محاكاة النّار”
“لست متشائماً. أنا ثائر على كل شيء، والمتشائم لا يكون ثائراً بل يكون منهزماً. وأنا القائل: يرق لي تمرّدي فأشتهيتمرّداً حتى على التمردِ”
“.لا يعرف المحافظون في المجتمع العربي أن يحافظوا إلا على الأشلاء”