“وكل الصفات السامية متى نزلت إلى الدَّهماء والأوشاب وهذا الهمج الهامج في إنسانية الحياة، نَحَلوها أسماءً من طباعهم لا من طباعها، فاسم الفضيلة عندهم غفلةٌ، والسموِّ كبرياء، والصبر بلادة، والأَنَفة حماقة، والروحانية ضعف، والعفة خيبة والحب اسمه الفسق...!”
“♥ ولا سمو للنفس إلا بنوع من الحب مما يشتعل إلى ما يتنسم؛ من حب [نفسك] في حبيب تهواه، إلى حب [دمك] في قريب تعزه، إلى حب [الإنسانية] في صديق تبره، إلى حب [الفضيلة] في إنسان رأيته إنسانًا فأجللته وأكبرته.”
“يا لطف نفسي للعشاق ! تحسبهم .. يوم النوى نزعت من قلبهم قطعُالحب قاتِلهم بالصبر إن صبروا .. والحب قاتِلهم بالهمّ إن جزعواإن ودعوا ذاهباً لم تلقَ حزنهمو .. من أنه سار ، بل من أنهم رجعواربي ، متى تَهبُ الأحزان مخترعاً .. في هذه الأرض للنسيان يخترعُ ؟!”
“إن الكمال في هذه الحياة مجموع نقائص، وأن للجمال وجهين: أحدهما الذي اسمه القبح؛ لا يعرف هذا إلا من هذا؛ وأن البصلة لو أدركت ما يريد الناس من معناها ومعنى التفاحة لسمت نفسها هي التفاحة، وقالت عن هذه أنها هي البصلة!”
“وهذا الجنسُ من الناس كالأزهار على أغصانها الخضْر، لو قالت شيئاً لقالت: إنَّ ثروتي في الحياة هي الحياةُ نفسُها، فليس لي فقرٌ ولا غنى، بل طبيعةٌ أو لا طبيعة.”
“تبغض العيش وتبغض الحياة وتبغض الناس ؛ ثلاث مرات لأنك أحببت مرة واحدة ! وهذا كله إذا كانت من تحبها لا تدري بهواك ، أو كانت تدري ولكنها لا تستطيع ، أو كانت تستطيع ولكن ...”
“فترى العمرَ يتسلّلُ يوماً فيوماً ولا نشعر به، ولكن متى فارقَنا من نحبهم نبّه القلبُ فينا بغتةً معنى الزمن الراحل، فكان من الفراق على نفوسنا انفجارٌ كتطايرِ عدةِ سنينَ من الحياة.”