“و عَرفتُ أَخيرَاً أنْ الحُب على أرضِ الواقعِ يَنتَهي ، و أنَّ النِسيانَ أَمرٌ عاديٌ يُمكن أن يَحدُثْ !”
“كَيف يُمكن للكَلمات أن تَرفعنا لسابِع سَماءٍ و لأُخرى أن تخسف بِنا إلى سابع أرض ؟”
“على شَفا نِسيان . نَسمَة رَقيقة عَبرت روحي حين ذكرتك ، في خِضَم كُل الأَشياء التي تتَكدس في ذاكرتي و قَلبي ، تَبقى أنت الأهم و الأجمل و الأرقى من كُل ما يَستحق الكِتابة ! مَر زَمن مُنذ هَمستُ بِك في حِروفي ، و كأن هذا الحُب الذي جَمعنا لِسنوات لا يُمكن أن يَنتهي بِنقطة في نهايةِ قَصيدة عابرة ! و كأن الكَلمات التي ألقي بِها بَعيداً كُلما أمسكت بيِّد النِسيان تأبى أن ترحل عَني .. فَتعود مِراراً لِتسُد ظمأ روحي ! أنت و الكِتابة ضَيفان لا يَجتمعان في قَلب إمرأة ، مِزاجية ، نرجسية ، تَعشق الكَلمات التي تَغتسل في أنهار عِطرك ! يَقولون : "مواليد الشهر الواحد متشابهون كثيراً" و كُنا نحن المثال الذي يشُّذ عن هذه القاعدة لم نَتشابه يا سيدي ، إلا في هذا الحُب الذي قَرع أبواب قلوبنا برِقة حَبات المَطر و قَطرات النَدى ! ☁ ☁ ☁ ☁ هل يَعنيك أن تَعلم أنني أستلم برقية حَضورك بِملل باذخ ، أقلبها على الوَجهِ الآخر لأرسم بِكُل دقة خارطة الفراق الذي أخشاه ، أهرب من السَعادة التي أتمناها معك لأنني لا أأمن الحب على قَلبي ! أرد إليك رِسالتك مُغلفة بالغياب و الدُموع . أكتم صراخ قَلبي المحموم بك ! و أمد عُنقي لِمقصلة الغياب ، هَذا الغِياب الذي نوقِّعُ على وَثائِقهِ بكامل إرادتنا موجعٌ حد المَوت و أكثر !”
“علمتني الحياة ..أن أَضع الملح على الجرح واصمت ..أن أكتم غيظي و ألمي ..و ألَّا أُزعج الآخرين ببوحي ،وشكواي و تذمري فكلٌ له همٌ يثقل عليه حمله !علمتني الحياة ..أن بعضَ من حولي ينتظر سقوطي ليرقص على حطامي و ليبنيَّ نفسهُ من ركامي !علمتني الحياة ..أن لا حنان كـحنانِ أَبي ولا دفءَ كـأحُضان أَمي ولا حب كحب إِخوتي علمتني الحياة ..أن النجاح لا يأتينا على " كفوف الراحة "وأن من " جَدَ وجد "و أن مستقبلي هو حصيلة ما استثمرته في نفسي !علمتني الحياة ..أن أستمع أكثر مما أتكلم فقد تكون إحدى كلماتي كمقصلةٍ على عنقي !علمتني الحياة ..أن توفيقي على الله و رزقي من الله و أن الصلاة سبيلي وراحتي .علمتني الحياة ..أن أخجل من الله إذا نادى المنادي للصلاة و صدح بصوته - الصلاة خيرٌ من النوم - فَبِّتُ أُعجِّلُ تلبيه النداء حُباً بالله علمتني الحياة ..أن لا وطن كوطني و لا أرض كأرضي وأن لا ششيء في الكون يعدل فلسطين أمي علمتني الحياة ..أن العبرة في جوهر الإنسان لا في مظهره و أن كثيراً من الخرفان تسكنها الذئاب !علمتني الحياة ..أن الكتاب صديقي و رفيقي الذي لا يُمكن أن يضمر لي السوء وأنه الوحيد الذي يسعي لنجاحي وتقدمي !”
“حين يَكون قَلبُك سماءي الواسِعة و كَتِفكَ غيمة أسند رأسي إليها سيكون ظُلماً أنْ تغيب ! حينَ أنام و أستيقظ على أمل لقاءك سَيكونُ ظلماً أن تغيب ! حين أقف ثلاث ساعاتٍ أمامَ المرآة أتجمَّلُ لأجلك سَيكون ظُلماً أن تغيب ! حينَ أنتظرك تَحت المطرِ ساعاتٍ و ساعات سيكونُ ظُلماً أن تغيب ! حينَ أُقبِّلُ كُل أطفال الحي و أقدم لهم الحلوى مزهوة لأنك نطقتَ "أحبكِ" سيكون ظلماً أن تغيب ! حينَ يكون أقصى المُنى أن أرتدي لَكَ الثوب الأبيض سيكون ظُلماً أن تغيب !”
“باهتة و رَمادية ألوان هذا المساء الكَئيب . لا شيءَ سوى صَخب الجيران . و هدوء في قلبي ، يُشبه ما قبل العاصفة الهوجاء !- - - حُضورك صار باهتاً و بَعيداً رُغم قُربه . قَهوتي منزوعة اللذة .. كتابي القديم يَهرب من أناملي كُلما اقتربتْ منه . يبدو أنَّ هذا النَهار مَرَّ جانبي و نَسيَّ أن يَمر بِي !”
“سَيدتي : مُذنبٌ أنا أمام محكمة الحُب في حقك فاقبلي مرافعتي هذه و كوني لي و بين يدي و أسكُني منزلاً بنيتُهُ بحبي و دفئي و حناني رافقيني لجنَّةٍ نسكنها أنا و أنتِ و نعمِّرها بأطفالٍ في وجوههم قبسٌ من نوركِ و بريق عينيكِ أَثثي كل ثانية نقضيها معاً بنغماتِ صوتكِ راقصيني تحت المطر لساعاتٍ و ساعات و ساعات فأنا يا سيدتي أتعبني سَكنك أحلامي و أريدك في حقيقتي و واقعي فهَّلا دخلت تفاصيل يومي ؟ سيدتي : قبلكِ عشتُ أياماً عجاف فمتى ستمدينني بخيركِ قبلكِ كان العمر مظلماً هادئاً ، كئيباً فهَّلا أتيتِ لـ تقلبي حياتي رأساً على عقب ؟ و تنسجي أياماً من صوف حبك لتُنتجي حكايةً لم يسبق لها أن رأت النور خذيني مني إليك و إقبلي بي رجُلكَ و سندكَ و متكأئك فهل تتكرمين سيدتي بعطفك على هذا الفقير لحبك و المحتاج لحنانك ؟؟! نبال قندس”