“العمل من أجل القوت لعنة اللعنات. كنتُ في الحديقة أعيش، لا عمل لي إلا أن أنظر إلى السماء أو أنفخ في الناي، أما اليوم فلست إلا حيوانا، أدفع العربة أمامي ليل نهار في سبيل شيء حقير نأكله مساء ليلفظه جسمي صباحا. العمل من أجل القوت لعنة اللعنات. الحياة الحقة في البيت الكبير، حيث لا عمل للقوت، وحيث المرح والجمال والغناء.”
“أليس من المحزن أن يكون لنا جدّ مثل هذا الجد دون أن نراه أو يرانا؟ أليس من الغريب أن يختفي هو في هذا البيت الكبير المغلق وأن نعيش نحن في التراب؟”
“هم بالهرب أو بالتراجع أو حتى التحول عن موقفه و لكنه لم يفعل شيئاً, ما وقوفك و قد تشتت الجمع؟ في خلاء أنت , اهرب...صدرت عن ذراعيه و ساقيه حركة بطيئة وانية متراخية.ما أشد الضوضاء, و لكن بم علا صراخها؟ هل تذكر؟ ما أسرع ما تفلت منك الذكريات.ماذا تريد؟ أن تهتف؟ أي هتاف؟ أو نداء فحسب...من؟ ما؟ في باطنك يتكلم, هل تسمع؟ هل ترى؟ و لكن أين؟لا شيء, لا شيء, ظلام في ظلام, حركة لطيفة تطرد بانتظام كدقات الساعة ينساب معها القلب...تصاحبها وشوشة. باب الحديقة. أليس كذلك؟ يتحرك حركة تموجية سائلة, يذوب رويداً رويداً , الشجرة السامقة ترقص في هوادة, السماء...السماء؟منبسة عالية...لا شيء إلا السماءهادئة باسمة يقطر منها السلام.~بين القصرين~لعلها محاولة لسبر أغوار لحظات أخيرة و أنفاس أخيرة لحياة شهيدلعلها...”
“قد تجلى الله للأنبياء ونحن أحوج منهم إلى ذاك التجلي. وعندما نتحسس موضعنا في البيت الكبير المسمى بالعالم فلن يصيبنا إلا الدوار.”
“ملعون البيت الذي لا يطمئن فيه إلا الجبناء ، الذين يغمسون اللقمة في ذل الخنوع ، ويعبدون مذلهم”
“وعرفت له اسلوبا في الحياة يعتبر غريبا في عصرنا ، فهو يميل إلى التقشف في ملبسه وطعامه الذي يشبه الرجيم وإلى ذلك فهو لا يدخن ولا يذوق الخمر وقد قال لي مرة :_ لم أعرف المرأة قبل الزواج وقاومت جميع المغريات وأنا طالب في البعثة !وأدهشني أن يصوم في رمضان رغم إيمانه الكامل بالمادية الجدلية وسألته :_ ما معنى ذلك ؟فضحك قائلا :_ كان أبي عاملا بسيطا ، وكان متدينا. فربانا تربية دينية شاملة فنشأنا في أحضان الأخلاق الإسلامية ولم استطع بعد ذلك التخلي عنها إلا فيما يناقض عقيدتي الجديدة ، وكان الصيام فيما استبقيته من العادات القديمة فهو رياضة تناسب سلوكي تماما ..وتفكر قليلا ثم قال :_ العظمة الحقيقية للدين لا تتجلى إلا عندما نعتبره لا دينا !”
“اعزم , العمل يقتل الشك , النجاح يقتلعه من جذوره , في وسع أي إنسان أن يكون نافعاً للناس.”