“ولا يزال شعوري بالصدمة حاضرا إذ داهم البوليس غرفتي في الفندق خلال زيارتيلواحد من أهم بلاد العرب إن لم يكن أهمها. وفي ساعة متأخرة من الليل اقتادوني إلى زنزانة حجز فيالمطار، وكانت سعادتي كبرى في صبيحة اليوم الموالي، إذ وضعوني على متن طائرة متجهة إلى بلد أوروبيوليس إلى بلدي، كان اهم سؤال استبد بذهني طوال الخمس ساعات من الرحلة : أين ( دار الإسلام)التي حدثنا عنها الفقهاء وقالوا عنها : إا البلاد التي يأمن فيها المسلم على نفسه ودينه وماله وعرضه؟كيف أخرج من قلب ( دار الإسلام) ويدفع بي إلى قلب (دار الكفر) حيث تحقق لي الأمن الشرعي علىالضرورات الخمس المعروفة؟”
“فمحافظة الإنسان على حياته وتوفير مقومات بقائها بدل القضاء عليها أو الانتقام منها أو احتقارها أوتجهيلها، واجب شرعي، وكذا رفض الاستعباد ومقاومة الطواغيت والكفاح من أجل الحرية والعدل والتقدم وسعادة البشرية، ليست حقوقاً بل واجبات يثاب على فعلها ويعاقب على تركها.وهكذا تكتسب الحقوق في التصور الإسلامي قدسية وثباتا يمنعان التلاعب بها من خلال إغراقها في النسبية وازدواجية المعايير، من طرف حزب أو برلمان أو حاكم يثبتها حينا ويلغيها أو يعمل فيها تعديلا كيف يشاء،أحيانا أخرى، وذلك ما دام مصدرها الله، فتظل تمثّل سلطة توجيهية إلزامية للأفراد والمؤسسات وتترجم في ضوء ذلك عبر الاجتهاد المتجدد حسبما الحال والزمان مناهج حياة وأنماط تفكير وآدابا وفنونا ودساتير محددة وأعرافا مرعية”
“وإذا كان من حق بل من واجب المسلم أن يعرض دعوته على مواطنه غير المسلم، فإن لهذا الأخير الحق نفسه، وإذا كان هناك من خشية على إيمان المسلمين، فليس أمام هؤلاء من علاج إلا التعمق في إيمانهم، أو نشدان ذلك من سؤال علمائهم، وأنه مع التقدم الحديث لوسائل الاتصال، لن يكون من الممكن الاحتجاب والعزلة التامة، فالمناقشات المضادة سوف تصل بأية وسيلة، وأسلوب الحماية الوحيد ضد أية مناقشة هو تقديم مناقشة أخرى أفضل وأكثر تقلاً وصحة”
“فبأي مستمسك يستمسك غاصبوا المرأة حقها المشاركة في إدارة الشؤون العامه في كل المستويات؟ ليس لهم من مستمسك غير التقليد، وليتهم قلدو الاباء في عصورهم لذهبيه، عصور تحرر العقل وانطلاق الأمه، اذا لكانوا اهدى سبيلا، ولقرأوا عند شيخ المفسرين ابن جرير الطبري والامام ابي حنيفه وابن حزم الاندلسي انهم قد اجازوا للمرأة لا مجرد المشاركة في الانتخاب او الانتماء الى الاحزاب او القيام ببعض وظائف الدولة كالوزارة بل قد أجازوا لها تولي القضاء وهو من الولايات العامة التي تقاس شروط الأمامه عليها.إن رصيد التقليد والجمود والمحافظه وسدّ الذرائع والتحذير من مشاركة المرأة وتغليب جانب الحذر منها وتوقع الفساد والفتنة منها (اي تغليب فكرة المرأة الجسد الفتان على فكرة المرأة الانسان شقيقة الرجل في الخلافة عن الله ورسوله وعن الأمة وهي جوهر الاسلام "والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أوليا بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر" ،”
“وليس عجباً أخيراً بعد أن تحولت المرأة من موضوع للخلق المباشر يوحي باستقلال شخصيتها مثل آدم إلى مجرد تابع من توابعه أو ضلع من أضلاعه، أن تتحول ضمن البوتقة الخاضعة لتأثير الثقافة اليهودية المسيحية الآفلة من مُخاطَب كفء للتلقي عن ربها على قدم المساواة مع زوجها "اسكن أنت وزوجك الجنة.. وكلا منها رغداً حيث شئتما.. ولا تقربا هذه الشجرة" "قالا ربنا إننا ظلمنا أنفسنا" أن تتحول ضمن نفس البوتقة إلى مصدر وحيد للإغواء والفتنة وأحبولة للشيطان”
“إن صلاح الإنسان ورعايته من أجل تحقيق أقصى الكمالات الممكنة لطبيعته هو الهدف الأساسي للقرآن الكريم”