“نعم، لاشك أن المسئون عن انهيار مملكة السماء هم رجال الدين أنفسم.... إنهم يتكلمون عن السماء، وكل شئ فيهم يكاد ينطق بأنهم يرتابون فى جنة السماء، وأنهم متكالبون على جنة الأرض. هؤلاء هم وحدهم الذين شككوا الناس فى حقيقة مملكة السماء.”
“إن المسئول عن انهيار مملكة السماء هم رجال الدين أنفسهم ! ... أولئك كان ينبغى لهم أن يتجردوا من كل متاع الأرض، و يظهروا فى زهدهم بمظهر المنتظر حقاً لنعيم اَخر فى السماء ... لكنا نراهم هم أول من ينعم بمملكة الأرض، و ما فيها من أكل طيب يكنزون به لحماً، و خمر معتق ينضح على وجوهم المورة، و تحت إمرتهم : السيارات يركبونها، و المرتبات يقبضونها ! ... إنهم يتكلمون عن السماء، و كل شئ فيهم يكاد ينطق بأنهم يرتابون فى جنة السماء، و أنهم متكالبون على جنة الأرض. هؤلاء هم وحدهم الذين شككوا الناس فى حقيقة مملكة السماء ...إن كل ما بناه الأنبياء بزهدهم الحقيقى، و جوعهم، و عريهم، مما أقنع الناس بأن هؤلاء الرسل هم حقاً ينتظرون شيئاً فى العالم الاَخر .. جاء هؤلاء فدمروه! و كانوا أقوى دليل على كذب مملكة السماء، و خير دعاية لمملكة الأرض ... و أنسوا الناس بانغماسهم فى هذه الحياة، أن هنالك شيئاً اَخر غير هذه الحياة ! إيفان لـ محسن فى رواية "عصفور من الشرق”
“عدونا الآن، ليسوا فى السماء ولا فى الأرض، عدونا داخل أنفسنا. عدوناهو تلك الحقيقة المدفونة.”
“العلمانية لم تنتشر فى أوروبا إلا كرد فعل لنفوذ الكنيسة و فرضها لرأيها على المفكرين و غيرهم، و على تنظيم الحياة طبقاً لآرائهم القديمة التى لا تصلح للزمان الجديد، و بذلك تم فصل الكنيسة عن الدولة .. و إنى أحذر رجال الدين عندنا من هذا المصير .. و يكونون هم السبب فى فتح باب "العلمانية" الأوربية على مصراعيها لدخول بلادنا ..فى الوقت الضائع - توفيق الحكيم”
“إني أفهم الآن موقف آدم عقب اخراجه من جنة السماء ، إني أتخيله قد لبث - بغير حراك – في الموضع الذي هبط فيه ، ومرت به ليال وأيام وهو ينظر إلي السماء ، يرقب كل حركة فيها : إذا رعدت ؛ فهو صوت أبوابها ، تفتح لتناديه من جديد ، وإذا لمع البرق ؛ فهي ابتسامة رضا قد يعقبها انفراج المحنة ، وإذا تساقطت الشهب ؛ فهي همسات غضب ما زال قائما ، وإذا استدار البدر ؛ فهو شفيع وبشير بعودة الهناء القديم ... وكر الزمن وآدم يتمرغ في مكانه بين اليأس والرجاء ، عند ذلك المهبط من الأرض ، يمسح وجهه بأعتاب النعيم ، إلي أن انتزعته غريزة الحياة من هذا القنوط الطويل ، وأرغمته على النهوض ، فقام يدب في الأرض ، ويعيش كما تعيش الأحياء من المخلوقات .”
“قالت العصا :- - يحدث أن ينطلق خيالى أحياناً متسائلاً :-" كيف يقضى الناس يومهم الأول فى جنة الخلد؟ .. "أغلب ظنى أن فقراء الدنيا سيرتمون على المائدة الشهية و الفاكهة الجنية , يأكلون منها أكلاً يزعج الحراس من الملائكة , فيبادرون إليهم منبهين مذكرين :-مهلاً .. مهلاً .. مخلدون فيها .. أنتم مخلدون ! .. ولكن فقراء الدنيا لا يسمعون .. أو لا يريدون أن يصدقوا ما يقال .. فهم يملأون البطون مما لذ و طاب , كأنما الموائد ستُرفَع عنهم بعد حين .. و الفاكهة ستزول بعد قليل .. مثلما كان يحدث لهم فى دار الفناء فيما يسمى : " مطاعم الشعب " ! .. و كأنى بحراس الجنة من الملائكة و قد أخذتهم الشفقة بهؤلاء الناس , أقبلوا عليهم يقصونهم بلطف عن الموائد , ناصحين :- - رفقاً ببطونكم .. إنكم واجدون ها هنا دائماً كل هذا الطعام ! ..فترفع الأصوات :- " دائماً .. وإذا جعنا يوماً ؟؟ ..- أنتم هنا لن تجوعوا أبداً .. أبداً ..- ومن يضمن لنا ذلك ..و كانوا كذلك يقولون لنا فى الدنيا . كان هناك رجال يقولون لنا :- " لن تجوعوا فى ظل مبادئنا ! " .. فتبعناهم فى شطر من الدنيا فوجدنا الدولة تجوع من أجل الفرد .. و تبعناهم فى الشطر الآخر فوجدنا الفرد يجوع من أجل الدولة ! ..- جنة الخلد هى المكان الذى لا يدخله الجوع ..- سنرى ..قالها القوم و كل منهم يلتهم تفاحته الرابعة , وكأنها يسر لصاحبه "- " تفاحة فى اليد , ولا عشر فى الغد ! " .فهمس أحد الحراس من الملائكة لزميله :-- إن الخوف من الجوع لم يمت فيهم بعد , لعل الجوع هو أول ما يولد على الأرض و آخر ما يموت ..”
“اما نحن فلا نريد ان نكون سوى بشر..لنا جسم مرتو وقلب متقد وعقل متئدأيتها الطبيعة الرحيمة لك أنت وحدك عمر الأبد ::أما نحن فلا نريد غير عمر الندىنهبط من السماء عند الفجر ونصعد الى السماء عند الضحى”