“و نلتقي به, و قد قامت فرقة من الخوارج هم "حرورية الموصل" يسيحون في البلاد ناشرين أراءهم و أفكارهم.. و يكتب إليه حاكم الموصل, يستأذنه في قمعهم و اسكاتهم.يجيبه أمير المؤمنين و يقول:إذا رأوا أن يسيحوا في البلاد في غير أذى لأهل الذمه.. و في غير أذى للأمه, فليذهبوا حيث شاؤوا.. و إن نالوا أحداً من المسلمين, أو من أهل الذمه بسوء فحاكمهم إلى الله.بالله ما أعدله, و ما أروعهإنه لا يرى لنفسه حقاً -أي حق- في الحجر على آراء الأخرين و لا في الوصايه عليهم”
“أهل الحكمة في راحة و أهل الله في راحة .. لأنهم أسلموا إلى الله في ثقة و قبلوا ما يجريه عليهم و رأوا في أفعاله عدلا مطلقا دون أن يتعبوا عقولهم فأراحو عقولهم أيضا، فجمعوا لأنفسهم بين الراحتين راحة القلب و راحة العقل فأثمرت الراحتان راحة ثالثة هي راحة البدن.. بينما شقى أصحاب العقول بمجادلاتهمأما أهل الغفلة و هم الأغلبية الغالبة فمازالوا يقتل بعضهم بعضا من أجل اللقمة و المرأة و الدرهم و فدان ا...لأرض، ثم لا يجمعون شيئا إلا مزيدا من الهموم و أحمالا من الخطايا و ظمأً لا يرتوي و جوعا لا يشبع ...فانظر من أي طائفة من هؤلاء أنت.. و اغلق عليك بابك و ابك على خطيئتك ....”
“و أوصى [الإسلامٍ] بالبر و الإحسان بين المواطنين و إن اختلفت عقائدهم و أديانهم: (لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين و لم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم و تقسطوا إليهم) الممتحنة. كما أوصى بإنصاف الذميين و حسن معاملتهم: (لهم ما لنا و عليهم ما علينا). نعلم كل هذا فلا ندعو إلا فرقة عنصرية، و لا إلى عصبية طائفية. و لكننا إلى جانب هذا لا نشتري هذه الوحدة بإيماننا و لا نساوم في سبيلها على عقيدتنا و لا نهدر من أجلها مصالح المسلمين، و إنما نشتريها بالحق و الإنصاف و العدالة و كفى.”
“الإجماع هو المصدر النقلي التبعي الثالث من مصادر التشريع الإسلامي. و لعل أفضل تعريف له هو اتفاق المجتهدين من أمة محمد، بعد وفاته، في عصر من العصور، على حكم شرعي.[....]و لئن قيّد اتفاق المجتهدين في التعريف بما وقع في (عصر من العصور) فقد قصد بهذا التقييد من وجد في كل عصر من أهل الاجتهاد الذين يتصور منهم الاتفاق أو الاختلاف، إذا ما نوقشت مسألة من المسائل. و ليس المراد، بطبيعة الحال، جميع المجتهدين في جميع العصور حتى يبدل اله الأرض غير الأرض و السماوات، فلو اشترط ذلك لكان محيلاً لتحقيق الإجماع.[...]و جدير بالذكر أن ما انتصب من الأدلة على كون الإجماع حجةً من صريح الكتاب و السنة لا يجوز أن يفرّق بين عصر و آخر. و ليس مردّ هذا الحكم ما نبهنا عليه في التعريف من وقوع الاتفاق بعد وفاة النبي، و إنما مردّه ما قد يُتوهم من أن هذا الإجماع ينبغي أن يحصر في عصر الصحابة، لأن في الإجماع ضرباً من (التوقيف). و إنما شهد ذلك (التوقيفَ) صحابةُ الرسول، و لا سيما بعد أن أشاد الرسول بصحابته و قال: (أصحابي كالنجوم، بأيهم اقتديتم اهتديتم).و الحق أن الصحابة الذين شهدوا (التوقيف) قد نقلوه، أو نقله معظمهم، إلى من بعدهم، فكان أتباعهم في حكم الحاضرين المشاهدين. و على ذلك، يعتبر حجةً إجماع المجتهدين في أي عصر، و لا يختص هذا الحكم بعصر الصحابة.”
“يسهل علي كل صاحب دعوي أن يتاجر و أن يزايد في أي موضوع إسلامي و لكن يستحيل عليه أن يتاجر في محمد عليه الصلاة و السلام و لا أن يزايد عليه و لا أن يساوم في سنته و محمد عليه الصلاة و السلام و الصفوة من أولي الألباب من صحابته كانوا مثالاً في حب العلم و في استزادة منه و كانوا أهل تفكر لا أهل تعصب د.مصطفي محمود يوجه سهام النقد للمتشددين و المتعصبين الذين لم يأخذوا عن النبي سوي اللحية و الجلباب في كتابه "السؤال الحائر”
“إن الفهم الصحيح للإسلام و سيرة سيدنا محمد - صلى الله عليه و سلم - من شأنه أن يدخل غير المسلمين في الإسلام أو على الأقل يزرع في قلوبهم الود و ينزع الحقد.”