“وقالوا: بعيدٌ، قلت حسبي بأنهمعي في زمانٍ لا يطيق محيداتمر علي الشمس مثل مرورهابه كل يوم يستنير جديدافمن ليس بيني في المسير وبينهسوى قطع يوم، هل يكون بعيدا؟وعلم إله الخلق يجمعنا معاًكفى ذا التداني، ما أريد مزيدا”
“وددت بأن القلب شق بمدية وادخلت فيه ثم أطبق في صدريفأصبحت فيه لا تحلين غيره إلى مقتضى يوم القيامة والحشرتعيشين فيه ما حييت فإن أمت سكنت شغاف القلب في ظلم القبر”
“وأهل هذا الطبع ( الملول ) أسرع الخلق محبة، وأقلهم صبراً على المحبوب وعلى المكروه والصد، وانقلابهم على الود على قدر تسرعهم إليه. فلاتثق بملول ولا تشغل به نفسك، ولا تعنها بالرجاء في وفائه. فإن دفعت إلى محبته ضرورة فعده ابن ساعته، واستأنفه كل حين من أحيانه بحسب ما تراه من تلونه، وقابله بما يشاكله.”
“للحب علامات يقفوها الفطن، ويهتدي إليها الذكي . فأولها إدمان النظر والعين باب النفس الشارع ، وهي المنقبة عن سرائرها ، والمعبرة لضمائرها ، والمعربة عن بواطنها . فترى الناظر لا يطرف ، ينتقل بتنقل المحبوب ، وينزوي بإنزواءه ، ويميل حيث مال .ومنها علامات متضادة وهي على قدر الدواعي ، والعوارض الباعثة والأسباب المحركة والخواطر المهيجة . والأضداد أنداد ، والأشياء إذا أفرطت في غايات تضادها ووقفت في انتهاء حدود اختلافها تشابهت ، قدرة من الله عز وجل تضل فيها الأوهام . فهذا الثلج إذا أُدمن حبسه في اليد فعل فعل النار ، ونجد الفرح إذا أفرط قتل ، والغم إذا أفرط قتل ، والضحك إذا كثر واشتد ، أسال الدمع من العينين . وهذا في العالم كثير ، فنجد المحبين إذا تكافيا في المحبة وتأكدت بينهما شديداً ، كثر تهاجرهما بغير معنى ، وتضادهما في القول تعمداً ، وخروج بعضهما على بعض في كل يسير من الأمور ، وتتبع كل منهما لفظة تقع من صاحبه ، وتأولها على غير معناها ، كل هذا تجربة ليبدو ما يعتقده كل واحد منهما في صاحبه”
“رسوك سيف في يمينك فاستجد حساما و لاتضرب به قبل صقله من يك ذا سيف كهام فضره يعود على المعني منه بجهلةص 88”
“قول رسول الله صلى الله عليه وسلم للذي استوصاه ( لا تغضب ) وأمره عليه السلام أن يحب المرء لغيره ما يحب لنفسه جامعان لكل فضيلة لأن في نهيه عن الغضب ردع النفس ذات القوة الغضبية عن هواها وفي أمره عليه السلام أن يحب المرء لغيره ما يحب لنفسه ردع النفس عن القوة الشهوانية وجمع لأزمة العدل الذي هو فائدة النطق الموضوع في النفس الناطقة”
“ما نعلم في الأرض بعد السوفسطائية أشد إبطالا لأحكام العقول من أصحاب القياس”