“أخذ (كثير) يهذي، و(عزة) كانت جالسة في خيمة بعيدة بينهما صحراوات مقفرة، وحبال محبة متقطعة. كانت ترب اللبن في زق من الجلد، وتفصل عنه السمن، وتغسل ملابس زوجها، وتعاني من اضطرابات الهضم التي تصاحب الحمل. يسألونها عن الأشعار التي قالها (كثير) فيها فتكتشف أنها نسيت معظمها. كان الحب إغماءة قصيرة تبعتها يقظة قاسية. تدخل على أمير المؤمنين عبد الملك بن مروان فيهتف مدهوشا: أنت عزة كثير؟! ما الذي أعجبه منك؟! فترد على الفور: أعجبه مني ما أعجب المسلمين منك حين صيروك خليفة!”

محمد المنسي قنديل

Explore This Quote Further

Quote by محمد المنسي قنديل: “أخذ (كثير) يهذي، و(عزة) كانت جالسة في خيمة بعيدة… - Image 1

Similar quotes

“كانت (عزة) تضع أناملها على جبهة (كثير) وتهمس مدهوشة: من الذي يصدق أنني سوف أحبك مثل حبك لي؟! كانت في الصحراء بئر بعيدة، إذا شرب منها عاشقان لا يفترقان. ذهبا يبحثان عنها وسط الشعاب فضلا الطريق. وعندما وصلها .. كان وحيدا. وكانت (عزة) قد تزوجت من رجل آخر لا يقول شعرا، ولا يحلم ببئر المحبة، لكنه طويل عريض مثل كل الرجال.”


“جاء الغسالون. حملوا جسده بحذر شديد حتى لا تتهشم أعضاؤه. وعندما وضعوا الماء عليه ازدادت زرقته كأنه قطعة من المحيط البعيد. وتمتم الغسال مدهوشا: لم أر جسدا بهذه الزرقة! كأنه طفل سماوي! وواصلت عزة رب اللبن. شاهدته يتخثر ويتحول إلى قطع داكنة. تذكرت بيتا قاله كثير ذات مرة: وقد زعمَت أني تغيرتُ بعدها.. ومن ذا الذي يا عزُّ لا يتغيرُ؟”


“في مصر ...تموت كثير من الأشياء دون سبب.”


“رائحة الموت لا تختفي. تنام على أطر الصور القديمة، تستدير مع البروزات فوق قطع الفضيات وتكسبها ذلك اللون الداكن الكئيب، وتربض في قوارير العطر التي نفد ما فيها من طيب وبقي ما فيها من رائحة ثقيلة.”


“كان العرابيون حلما عابرا،برهة قصيرة من زمنٍ شاسع،استطاع فيها الفلاحون أن يخترقوا جدار عزلتهم، وأن يجدوا الصوت الذي أصابه الخرس، كانوا محاصرين في واديهم الضيق خلف جدران من الطوب اللبن ومتاهة الترع والمصارف،يعانون لعنة من الصمت تواصلت على مدى آلاف من الأعوام، نسوا مفردات الشكوى ونبرات الاحتجاج، استكانوا لدرجة المهانة تحت سطوة أجناس الأرض”


“ولكني اكتشفت أنها الوحيدة التي تشبهني. كانت بلهاء، طيعة، يكفيها من الأرض الجزء الذي تقف عليه، ومن الجبل الصورة التي تراها، ومن الليل الطويل مجرد حلم عابر. لم يكن لنا معا إلا الخداع، وكنا نتشبث به في قوة.”