“القرآن صالح بالفعل لاحتواء هذا الزمن و هذا العصر و لكن العاجز هو التفسير الملائم للزمن الجديد. و لعل السبب هو الجهل و الخوف و الجبن. و التخلص العقيم من ذلك كله عندنا هو بالاستناد إلي القديم الغابر و إبقاء القديم علي قدمه. و هذا الإعتقاد الخاطئ بتفسير القرآن علي أنه صالح لكل زمان بمعني أن كل زمان يجب أن يقف أو يكر راجعاً إلي الزمن السابق القديم للمجتمع المعاصر لنزول القرآن و هو ما لم يقصده القرآن نفسه لأن النص علي أن نغير ما بأنفسنا معناه أن الزمن يتغير ز أننا يجب أن نتغير التغير الملائم لنغير الزمن نحو الأنفع لأنفسنا.و لذلك تركنا الله في جمودنا و عدم تغير أوضاعنا في التأخر الفكري و الاجتماعي .. لأنه تعالي قد نبهنا إلي أنه لن يغير ما بنا حتي نغير ما بأنفسنا …”
“التوحيد اعتراف بأنه لا إله إلا الله.و معني ذلك أن الله تعالي هو المصدر الأسمي للخير كله, و الإيمان بأن الله تعالي هو الخير الأسمي الذي يستمد منه كل شئ خير.و علي الإنسان أن يعي علي الدوام أن كل ما يقدره الله تعالي , ‘إنما يقدره الله لغاية خيرة,ناصيتها بيده و إليه منتهاها, و القول بعكس ذلك نفي للتوحيد.و هذا هوالسبب في تحريم القرآن الكريم القاطع علي المسلمين أن يسيئوا الظن بالله تعالي.فما نعرفه بحواسنا صحيح, مالم تكن حواسنا غير سوية أو معيبة بجلاء.و ما يبدو متماسكا في الحس العام يعتبر صحيحا , مالم يقم الدليل علي العكس. وما نريده بغرائزنا و شهواتنا هو خير بالأساس, مالم يحرمه الله علينا صراحة. و يرشدنا التوحيد إلي التفاؤل علي الصعيدين المعرفي و الأخلاقي, و يراد بالتفاؤل كمبدأ معرفي:قبول الحاضر إلي أن يقوم الدليل علي زيفه. أما المراد به كمبدأ أخلاقي فهو : قبول المرغوب إلي أن يقوم الدليل علي حرمته. و يسمي المبدأ الأول : مبدأ الصحيح , و يسمي الثاني: مبدأ اليسر.و كلا هذين المبدأين يحمي المسلم من الإنغلاق الذاتي في التعامل مع الوجود, و من نزعة المحافظة المهلكة , و يحثه علي الشهود و الاستجابة لمتطلبات الحياة و للخبرة الجديدة.و يعني التسامح في هذا المضمار: اليقين بأن الله تعالي قد وهب البشر جميعا فطرة سليمة تمكنهم من معرفة الدين الحق , و إدراك المشيئة الإلهية و التعاليم الربانية”
“إن الإسلام صالح لكل زمان و مكان لأنه يستطيع أن يتحرك دائماً في الزمان و المكان و لا زال حتي اليوم يتحرك إلي الأمام في الزمان و المكان إذا لم يقف في وجه حركته بعض الجهلة أو بعض الناقلين المقلدين …”
“في هذا الزمن يتصور بعضنا أنه ممثل الرب في الأرض و أنه الوحيد الذي اطلع علي المقصد الإلهي من كل نصوصه دون غيره من البشر و من ثم ينفي و يصادر و يكفر رأياً يخالفه لأن رأيه هو الصواب المطلق و رأي أي مختلف معه هو الكفر المطلق”
“الشريعة الإسلامية باقية .. و فيها و لاشك الصالح لكل زمان و مكان. و قد يكون فيها ما لايصلح لزمان معين و مكان محدد .. و فيها ما يجرى عليه قول النبى الكريم "أنتم أدرى بشئون دنياكم" .. و فيه ما لم يأخذ به عمر بن الخطاب فى عام معين هو عام المجاعة .. و نحو ذلك مما يوجب علينا دراسة كل هذا بعمق و أناة بعيداً عن السطحيات و الإشاعات و الشعارات .. و على رجال الدين فى كل هذا أثقل التبعات .. و لهم الحق فى أن يقفوا ضد "العلمانية" إذا كانت تقصد إيعادهم عن شئون الدنيا .. و دورهم فى الدنيا قائم بحكم الإسلام و لكن يجب أن يدرسوا و يوضحوا للناس ما ينبغى أن تقوم عليه الدنيا من عمل صالح و منتج و نافع و مرتفع ...”
“إن العلماء القدامى أنفسهم قسموا أوامر القرآن و نواهيه إلى أبوب خمسة:باب الفرض و هو ما نلزم بفعله و نعاقب على تركه، و باب الواجب و هو ما يجمل بنا أن نفعله و لكن لا نعاقب على تركه و إنما نُلام على تركنا السلوك الأمثل، و باب المباح و هو يعنى التخيير المطلق دونما تفضيل للعمل أو للترك، و باب المكروه و هو ما ينبغى أن نتركه لكنه غير محرم و لا يستتبع فعله عقاباً، و أخيراً باب الحرام و هو ما يلزمنا تركه و يحق علينا العقاب إذا فعلناه ،،،”