“ملِكٌ أم كتابهْ?"صاحَ بي صاحبي; وهو يُلْقى بدرهمهِ في الهَواءْثم يَلْقُفُهُ..(خَارَجيْن من الدرسِ كُنّا.. وحبْرُ الطفْولةِ فوقَ الرداءْوالعصافيرُ تمرقُ عبرَ البيوت,وتهبطُ فوق النخيلِ البعيدْ!)"ملِك أم كتابه?"صاح بي.. فانتبهتُ, ورفَّتْ ذُبابهحولَ عينيْنِ لامِعتيْنِ..!فقلتْ: "الكِتابهْ"... فَتَحَ اليدَ مبتَسِماً; كانَ وجهُ المليكِ السَّعيدْباسماً في مهابه!..."ملِكٌ أم كتابة?"صحتُ فيهِ بدوري..فرفرفَ في مقلتيهِ الصِّبا والنجابهوأجابَ: "الملِكْ"(دون أن يتلعثَمَ.. أو يرتبكْ!)وفتحتُ يدي..كانَ نقشُ الكتابهبارزاً في صَلابه!”
“ما أقل الحروف التي يتألف منها اسمُ ما ضاعَ من وطن،واسمُ من مات من أجلِهِمن أخ أو حبيب!هل عرفنا كتابة أسمائنا بالمدادِعلى كتبِ الدرسِ؟ها قد عرفنا كتابة أسمائنابالأظافر في غرف الحبسِأو بالدماء على جيفة الرمل والشمس،أو بالسوادِ على صفحات الجرائدِ قبل الأخيرة.أو بحداد الأرامل في ردهات (المعاشات)،أو بالغبار الذي يتوالى على الصورالمنزلية للشهداءالغبارُ الذي يتوالى على أوجه الشهداء ..إلى أن ... تغيب!!!”
“لم تكوني أبدا ليإنّما كنت للحبّ الذي من سنتينقطف التفاحتينثمّ ألقىببقايا القشرتينو بكى قلبك حزنافغدا دمعة حمراءبين الرئتينو أنا ؛ قلبي منديل هوىجففت عيناك فيه دمعتينو محت فيه طلاء الشّفتينو لوته ..في ارتعاشات اليدينكان ماضيك جدار فاصلا بينناكان ضلالا شبحيّهفاستريحيليس للدور بقيّةأينما نحن جلسناارتسمت صورة الآخر في الركن القصيّكنت تخشين من اللّمسةأن تمحي لمسته في راحتيو أحاديثك في الهمس معيإنّما كانت إليه ..لا إليّفاستريحيلم يبق سوى حيرة السير على المفترقكيف أقصيك عن النارو في صدرك الرغبة أن تحترقي ؟كيف أدنيك من النهرو في قلبك الخوف و ذكرى الغارق ؟أنا أحببتك حقّاإنّما لست أدريأنا .. أم أنت الضحيّة ؟فاستريحي ، ليس للدور بقيّة”
“في الدرجات الأخيرة من سلم المقصلةأتحسس وجهكهل أنتِ طفلتي المستحيلة أم أمي الأرملة ؟زمن الموت لا ينتهي يا ابنتي الثاكلةقبليني .. ولا تدمعي سحب الدمع تحجبني عن عيونكفي هذه اللحظة المثقلةكثرت بيننا السُتُـر الفاصلةلا تضيفي إليها ستاراً جديداً”
“مصفوفٌة حقائبي على رفوف الذاكرة.والسفر الطويل ..يبدأ دون أن تسير القاطرة!رسائلي للشمس ..تعود دون أن تمسّ!رسائلي للأرض ..تُرد دون أن تُفضّ!يميل ظلي في الغروب دون أن أميل!وها أنا في مقعدي القانط.وريقًة .. وريقًة .. يسقط عمري من نتيجة الحائطوالوَرَقُ الساقطيطفو على بحيرة الذكرى، فتلتوي دوائراوتختفي .. دائرٌة .. فدائرة!”
“الشمسُ ( هذه التي تأتي من الشرق بلا استحياء )كيف تُرى تمر على الضفة الأخرى ..ولا تجئ مطفَأة ؟والنسمةُ التي تمرُّ في هُبوبها على مخيَّم الأعداء كيف تُرى نشمُّها .. فلا تسد الأنفَ ؟!أو تحترقُ الرئة ؟وهذه الخرائط التي صارت بها سيناء عبرية الأسماءكيف نراها .. دون أن يصيبنا العمى ؟والعارُ من أمتنا المُجَزأة ؟.. والطفلة الصغيرةُ العذبة تطلقُ -فوق البيت- "طيَّارتها"ا البيضاءكيف تُرى تكتب في كراسة الإنشاءعن بيتها المهدوم فوق الأبِ واللعبة ؟”
“هل أنا كنت طفلاً ..أم أن الذي كان طفلاً سواي؟”