“يحاول الوعاظ أن يصلحوا أخلاق الناس بالكلام والنصيحة المجردة، وما دروا أن الأخلاق هي نتيجة للظروف النفسية والاجتماعية.إنهم يحسبون الأخلاق سبباً لتلك الظروف .. لا نتيجة لها. ولذا نراهم يقولون: (غيروا أخلاقكم تتغير بذلك ظروفكم). ولو أنصفوا لقالوا عكس ذلك. فلو غيّرنا ظروف الناس لتغيرت أخلاقهم طبعاً.”
“إننا لا نستطيع إصلاح أخلاق الناس عن طريق المواعظ والنصائح على منوال ما كان القدماء يفعلون قديماً. الأخلاق وليدة الظروف الاجتماعية التي تحيط بها. وما لم تتغير تلك الظروف فإننا لا نأمل أن تتغير الأخلاق كما نهوى. وبهذا يصدق قول القائل: "غير معيشة المرء تتغير أخلاقه.”
“إن مشكلة النزاع البشري هي مشكلة المعايير والمناظير قبل أن تكون مشكلة الحق والباطل . وما كان الناس يحسبون أنه نزاع بين حق وباطل هو الواقع بين حق وحق آخر”
“ومشكلة أية طريقة في هذه الدنيا أنّ الذين يستعملونها بشر، يصيبون ويخطئون، وتعتريهم النقائص البشرية كما تعتري سائر الناس.حاول أحد وزراء العراق، في عهد بائد، أن يصلح أخلاق الناس فأسس شرطة للأخلاق ونسي أنّ أفراد هذه الشرطة بشر نشأوا في هذا المجتمع الذي نريد إصلاحه. فهم يحتاجون إلى الإصلاح كغيرهم. وهم إذن قد يسيئون استعمال الطريقة التي يستخدمونها في إصلاح الأخلاق. وقد فعلوا. فأخذ الناس يشكون من فساد الخلاق ومن شرطة الأخلاق في آن واحد.”
“يظن وعاظ السلاطين أن العدل أمر بسيط. فهو في رأيهم فكرة تخطر ببال الإنسان فيحققها. ولذا فهم يعظون ويعظون إلى ما لا نهاية له. هذا مع العلم أن الظلم باقٍ، والدنيا سائرة على مجراها القديم.إن العدل ليس نتيجة الفكر المجرد وحده، كما كان يتصور أفلاطون رضي الله عنه. إنه بالأحرى نتيجة التفاعل المستمر بين المظلوم والظالم.”
“يبكي أحدهم على الحسين في مجلس التعزية ثم لا يبالي بعد ذلك أن يسير في الناس سيرة يزيد”
“إن التقدم يكلف المجتمع غالياً. فهو ليس فكرة مجردة تراود أذهان الفلاسفة. إنه بالأحرى نتيجة التفاعل والتصادم المرير بين قوى المحافظة وقوى التجديد. ولو كان الناس كلهم محافظين خاضعين لجمد المجتمع بهم ولاصبح كمجتمع النمل والنحل تمر عليه ملايين السنين وهو واقف في مكانه لا يتقدم.”