“.نحن لا ننتسب الى هذا العصر لسبب بسيط: أننا لم نشارك في بنائهنحن اليوم نشتري الحضارة ولانبنيها، واهم شروطه ليس الانتاج التكنولوجي بل الانتاج المعرفي الإنسان كمبيوتر مختزل لكل الوجود في داخله ،يحمل امكانات تطور بدون توقف ،فيه شريحه كمبيوتريه من روح الله ،مزود بوثيقة وكاله عامه من الخالق لاستخلاف الكون .. كان الفيلسوف إقبال يناجي ربه حزيناً: يارب هذا الكون لايعجبني ،فيأتيه الجواب : اهدمه وابن افضل منه ..”
“إن "الحضارة" ليست مجرد البراعة في الانتاج المادي، وإن كان هذا مطلوبًا للنجاح والتمكين في الأرض، ولكن هذه البراعة وحدها، من غير الالتزام بالمنهج الصحيح لا نتشئ حضارة حقيقية، أو قل إنها تنشئ "حضارة جاهلية" إن صح التعبير ..حضارة تحقق جانبًا من كيان الإنسان ولا تحقق كيانه كله، ولا تحقق أثمن من فيه ..وتدمره في النهاية!”
“فإن كل لذة الحب، وإن أروع ما في سحره، أنه لا يدعنا نحيا فيما حولنا من العالم، بل في شخص جميل ليس فيه إلا معاني أنفسنا الجميلة وحدها، ومن ثم يصلنا العشق من جمال الحبيب بجمال الكون، وينشئ لنا في هذا العمر الإنساني المحدود ساعات إلهية خالدة، تشعر المحب أن في نفسه القوة المالئة هذا الكون على سعته”
“ما المرأة إلا الأفق الذي تشرق منه شمس السعادة على هذا الكون فتنير ظلمته ، والبريد الذي يحمل على يده نعمة الخالق إلى المخلوق ، والهواء المتردد الذي يهب الإنسان حياته وقوّته ، والمعراج الذي تعرج عليه النفوس من الملأ الأدنى إلى الملأ الأعلى ، والرسول الإلهي الذي يطالع المؤمن في وجهه جمال الله وجلاله ”
“من اللحظة التي طُرد فيها آدم من الجنة لم يتخلص من الحرية ولم يهرب الى المآساة ، فهو لا يستطيع أن يكون بريئًا كالحيوان أو الملاك ، إنما كان عليه في أن يختار في أن يكون خيّرًا أو شريرًا ، ، باختصار أن يكون إنسانًا ، هذه القدرة على الاختيار بصرف النظر عن النتيجة ، هي أعلى شكل من أشكال الوجود الممكن في هذا الكون .”
“نحن في الهوة في قعر هذا الكون وعلينا ان نتخذ تلك القرارات التي نحس من خلالها اننا اصبحنا اعلى من الطائرة واسرع من الحصان والعربة اننا على وشك بلوغ الحافة والصعود الى حيث الهواء”