“و ما هلكت الدول و لاهلكت الممالك و لا سفكت الدماء ظلما و لا هتكت الاستار بغير النمائم و الكذب. ص 120”
“ومِن النّاس مَن لا تَصحُّ مَحبّتُه إلا بَعدَ طول المُخافتةِو كثيرِ المشاهدةِو تمادِي الأُنس،وهذا الذي يُوشِكُ أن يَدومَ و يَثْبُتَولا يَحِيكُ فيه مُرُّ الليالي.فما دَخَلَ عسيرًا.. لم يَخْرُجْ يَسيرًا.”
“رسوك سيف في يمينك فاستجد حساما و لاتضرب به قبل صقله من يك ذا سيف كهام فضره يعود على المعني منه بجهلةص 88”
“فالإشارة بمؤخر العين الواحدة نهي عن الأمر، وتفتيرها إعلام بالقبول، وإدامة نظرها دليل على التوجع والأسف، وكسر نظرها آية الفرح، والإشارة إلى إطباقها دليل على التهديد، وقلب الحدقة إلى جهة ما ثم صرفها بسرعة تنبيه على مشار إليه، والإشارة الخفية بمؤخر العينين كلتهما سؤال، وقلب الحدقة من وسط العين إلى الموق بسرعة شاهد المنع، وترعيد الحدقتين من وسط العينين نهي عام، وسائر ذلك لا يدرك إلا بالمشاهدة. ص 83”
“وإن النميمة لطبع يدل على نتن الأصل ورداءة الفرع وفساد الطبع وخبث النشأة، ولا بد لصاحبه من الكذب والنميمة فرع من فروع الكذب ونوع من أنواعه، وكل نمام كذاب، وما أحببت كذاباً قط، وإني لأسامح في إخاء كل ذي عيب وإن كان عظيماً، وأكل أمره إلى خالقه عز وجل، وآخذ ما ظهر من أخلاقه، حاشى من أعلمه يكذب فهو عندي ماح لكل محاسنه، ومعف على جميع خصاله، ومذهب كل ما فيه، فما أرجو عنده خيراً أصلاً، وذلك لأن كل ذنب فهو يتوب عنه صاحبه وكل ذام فقد يمكن الاستتار به والتوبة منه، حاشى الكذب فلا سبيل إلى الرجعة عنه ولا إلى كتمانه حيث كان. وما رأيت قط ولا أخبرني مز رأى كذاباً ترك الكذب ولم يعد إليه، ولا بدأت قط بقطيعة ذي معرفة إلا أن أطلع له على الكذب، فحينئذ أكون أنا القاصد إلى مجانبته والمتعرض لمتاركته، وهي سمة ما رأيتها قط في أحد إلا وهو مزنون في نفسه إليه بشق، مغموز عليه لعاهة سوء في ذاته. نعوذ بالله من الخذلان.”
“لا مروءة لمن لا دين له”
“الحب أعزك الله داء عياء وفيه الدواء منه على قدر المعاملة ، ومقام مستلذ ، وعلّة مشتهاة لا يود سليمها البرء ، ولا يتمنى عليلها الإفاقة.يزين للمرء ما كان يأنف منه ، ويسهل عليه ما كان يصعب عنده حتى يُحيل الطبائع المركبة والجبلّة المخلوقة”