“أقسم لك يا امرأة أن المنطق وهم والقوة وهم وكل حقيقة معلنة وهم .أقسم لك أن السعادة ثقيلة ، عميقة ، بشعة . تتألمين ؟ ما أجملك ! جميلة كمجنونة مكبلة. كحَمَل يشعر أن الوداعة تهمة باطلة ألصقت به ويغار من شراسة الذئب بدل أن يهابها ! تصنعين الأحلام ثم تصدقينها. وحين تخجل من إيمانك بها وتتحقق، تسخرين منها .. شريرة أنتِ من غير قصد .. وهل أشرّ من ذلك؟ تومئين للغد بيد الخطيئة. لكن رائحتك أبدا عذراء. دائما تأتين بلا انقطاع. رذاذ المطر في دنياك يثير لعاب القمر. الشعر الذي تتنشقين بشفتيك لن يشيب يوما، هيكلك يعبق بظلالي . الرجال يتسابقون لإرضائِك. حمقى يتسابقون. لا يعلمون أنك لن تحبي إلا من سوف يعذبك. وهل من يعلم؟ قولي !”
“ماذا أسميك أيها الموت، يا أيها الموت العزيز؟لك ألف اسمٍ و اسم، من الزمان الغابر إلى زماننا الحاضر،لكني سأسميك السفر.الموتى إذا يسافرون، ينتقلون، بكل بساطة، من مكان إلى آخر. مكان أفضل، مكان أسوأ: لا فرق. ينتقلون. هم يتحولون أيضاً.و تالياً من ينتحر يريد، فقط، أن يسافر أسرع، أن ينتقل أسرع، أن يتحول أسرع.عجولٌ هو المنتحر. عيناه في الأفق تتلهفان إلى مغيبٍ آخر، و لاتستطيعان الانتظار أكثر. هل الموت الطبيعي سوى " ذروة تمرين على الانتظار"؟ وهل الحياة سوى احتضار خبيث، سوى دحرجة متكررة لصخرة سيزيف اللعينة؟”
“من تكونين أيتها الغريبة .. يا نفسييحسبونك المتمردةوما أنت إلا شبق يخترق ذاتهوذلك الذي يحسبونه رفضا ما هو إلا دوّار التيه ومن فرط الأقنعة .. يمحي وجهك !”
“من انعتاق أطير لا من خوف وأعود من شوق لا من خيبة”
“من الأفضل أن تحبي رجلا في حياته امرأة على أن تحبي رجلا في حياته قضية ، فقد تنجحين في امتلاك الأول ولكن الثاني لن يكون لك لأنه لا يمتلك نفسه..”
“هذه الشكوك أكثر من طبيعية، وهي غالباً ما تحيط بغالبية الانتحارات، لأسباب شتى (معظمها كتمان عائلي، وبعضها غموض والتباس ظرفيان)، ولا سبيل إلى دحضها أو إثباتها، بما أن صاحب العلاقة غير قادر على التعبير!فكل مرة ينتحر إنسان، يولد سرٌّ: سرٌّ منيع لا يستطيع أحد كشفه يوماً.”
“ماذا تعني الترجمة؟الإجابة الأولى التي تتبادر إلى الذهن هي : أن نقول الشيء نفسه بلغة أخرى، لكن، هل يمكن أن نحصر الترجمة، وخصوصاً الأدبية و الشعرية منها، في هذا المعنى الضيق؟ ألا توازي الترجمة على الأرجح إعادة الخلق أو الاختراع؟ أليست عملية استنباط خلاقة للغة جديدة داخل اللغة وتشييداً لجسر رابط بين اللغات المختلفة؟ بلى. فالنص المترجم شبيه بجنين يولد مرتين، ولكل ولادة بروقها وصعقاتها. إنهما هويتان للوطن ذاته، بل أكاد أقول: شقيقان توأمان من أم واحدة، مخيلة الكاتب وتجربته وأفكاره، ولكن من رحمين - لغتين مختلفتين، وكانتا لتكونا منفصلتين تماماً لولا حبل السرة- نار المعنى الرابطة بينهما.”