“كانت الأجيال في دمنهور متقاربة. كنا كلنا نسمع الأغاني نفسها تقريبا، ونلبس الملابس نفسها، ونتحرك في الحيز نفسه، ونشارك في المناسبات نفسها، إذ كانت هناك مجموعة من القيم الأخلاقية والمعرفية والجمالية نؤمن بها جميعا، لا فرق في ذلك بين الغني والفقير أو بين الكبير والصغير. لم يكن هناك رداء شبابي أو أغاني شبابية أو أماكن يرتادها الشباب وحدهم، فكل الأجيال كانت متقاربة.ويقف هذا على طرف النقيض مما يحدث الآن، فالفجوة بين الأجيال آخذة في الاتساع، والصراع بينها يزداد حدة، ولم تعد أحلام الكبار تشبه أحلام الشباب، ولم تعد الأحزان هي نفس الأحزان.”