“أغاني الأطفال عندنا - وعند أي شعب - هي خلاصة خبرات الشعب وحسه المرهف، لذا هي ذكية دائمًا .. لا أعتقد أن هناك أية أمثال شعبية أو أغان تراثية ركيكة أو ساذجة. لقد جاءت من لا مكان وتعكس أشياء كثيرة بين السطور .. للدكتور الرخاوي دراسة مهمة جدًا عن أغاني الأطفال عندنا، وقد فكر المرحوم صلاح طنطاوي في استعمال بعض الأغاني في قصص الرعب، مثل (واحد اتنين سارجي مارجي .. انت حكيم والا تمرجي)..فكر في ممرض مجنون يتظاهر بأنه طبيب ويحقن المرضى بحقن سامة، والسبب أن أغنية الأطفال هذه تطارده منذ الطفولة . أعني أنه اقترح ذلك ولم يكتبه .”
“لأننا لا نتقن التصرف كالكبار .. خبأنا أخطاءنا في ضحكات الأطفال .. ومعاذير الأطفال .. وبكاء الأطفال .. ونسينا أن كل ذلك بغير براءتهم لا يساوي شيئا ولا يحمل معنى”
“كانت الأجيال في دمنهور متقاربة. كنا كلنا نسمع الأغاني نفسها تقريبا، ونلبس الملابس نفسها، ونتحرك في الحيز نفسه، ونشارك في المناسبات نفسها، إذ كانت هناك مجموعة من القيم الأخلاقية والمعرفية والجمالية نؤمن بها جميعا، لا فرق في ذلك بين الغني والفقير أو بين الكبير والصغير. لم يكن هناك رداء شبابي أو أغاني شبابية أو أماكن يرتادها الشباب وحدهم، فكل الأجيال كانت متقاربة.ويقف هذا على طرف النقيض مما يحدث الآن، فالفجوة بين الأجيال آخذة في الاتساع، والصراع بينها يزداد حدة، ولم تعد أحلام الكبار تشبه أحلام الشباب، ولم تعد الأحزان هي نفس الأحزان.”
“لم يكن مقبولاً الحديث عنها،لم يكن جائزًا أن تُهدى أغاني،لكن من واجب مطربي الجبال عندنا أن يُنشدوا الأغاني عن الأخوات.”
“[إن] البطانة الوجدانية التي تؤطر صداقة الأطفال هي من جنس تلك الروابط التي تشد...وثاق العشاق إلى بعضهم مع فارق واحد، وهو أن حرارة انشداد الأطفال الأصدقاء بعضهم إلى بعض تقوى مع دوام الاتصال، في حين أن لهيب حب العشاق لا توهج إلا في حال الفراق، وغالباً، ما تخبو ناره مع دوام الوصال”
“كل الأمهات لهن رأي سلبي في أي شئ يحبه الأطفال ...الشيكولاتة تتلف أسنانك ...البلل بالماء يسبب لك الالتهاب الرئوي ... لعب الكرة يتلف الثياب ...القطط الصغيرة تجلب الأمراض ...باختصار: كل ما يحبه الأطفال مؤذ و كريه... و العكس صحيح طبعاًفعلاً أعتقد أنها رغبة خفية في التدخل في كل شئ ...لا تقبل الأم أن يمارس الطفل حياة هي ليست فيها”