“..مع أن المسألة بسيطة في ذاتها لا تعوز منه كل تلك الحمى الهائلة، فإن شعوره بعدم الرضاء لما حصّل، ليس سببه قلة ما وصل إليه، وإنما هو باعث وجداني يلفته إلى أنه لم يخلق ليأكل ويشرب فقط فإن ذلك مما يشاركه البهائم فيه وربما كان منها ما هو أقل جهادًا في نوال مقومات ذاته منه، وإنما خُلق لأمرٍ عظيم يؤديه للعالم، ولوظيفة كبرى لا تتم إلا به في عالم الشهادة، فلم تذهب به هذه المذاهب المضلة إلا إهماله في درس مواهبه وملكاته”