“وهكذا وجدنا أمامنا نوعاً من الاستقلال يعتنق فلسفة أجنبية وطريقة أجنبية في الحياة، استقلال يستند إلى المساعدات الأجنبية ورؤوس الأموال الأجنبية، والدعم الأجنبي بصفة عامة. فالذي اكتسبته هذه الدول -على وجه الحقيقة- إنما هو استقلال شكلي، ولكنها لم تحصل على حرية حقيقية؛ لأن كل حرية في صميمها حرية روحية، وأي استقلال لا يحقق هذا الشرط سرعان ما يُختزل إلى مجرد السّلام الوطني وعَلَمٍ جديد”
“وأنت إذا كنت حراً حرية حقيقية لم تلجأ إلى تقييد حرية الآخرين ، بل الأرجح أن تكون أقرب إلى التسامح.”
“إن مس استقلال دولة من الدول العظمى قد يكون احياناً أيسر وأهون من مس استقلال نفس من النفوس الكبيرة!”
“حرية إزاء قيد... قيد إزاء حرية. هذه هي الحقيقة البشرية. ليس القيد في كفة وفي الكفة الأخرى الحرية ... وإنما كل حرية لها قيودها، وكل قيد له حرياته. وفي كل من الكفتين حريات وقيود.”
“البصر كذلك في حاجة إلى حرية استثنائية ليتمكن من لثم روح الأشياء وإلا سيظل على السطح.”
“من أوجب الواجبات على الدولة أن تترك العلماء أحراراً في حكمهم على الأمور، أن تشعرهم باستقلالهم، لأنهم قادة الفكر، كما أن على العلماء أن يتمسكوا بهذا الاستقلال. فاستقلال العلم والعلماء شرط لابد منه لحياة العلم والفضيلة على حد سواء. وإذا ضاع استقلال العلم ضاع العلم وضاعت الفضيلة، بل وضاعت الأمة. وقد بقيت أوروبا ألف عام في ظلمات العصور الوسطى، لأن أمورهم كانت في أيدي قوم لا يؤمنون بالحق، ولا يؤمنون باستقلال العلم، فاضطهدوا العلماء، وحاربوا حرية الفكر، واتغمسوا في الجهالة محتمين وراء الجدل اللفظي الأجوف، فعم الظلم والضلال.”