“لقد كان عليٌ فتى يستقبل الدنيا ، وكان أبو بكر كهلاً يدبر عنها يوم أعانا محمد في غار ثور .. ولكنهما كانا معاً على أبواب غد واحد ورجاء واحد يستوي فيه الفتى والكهل والشيخ الدالف إلى قبره ، لأنه رجاء الإيمان لا رجاء العيان.”
“كتب العقاد فى «عبقرية عمر»: وكان النبى ــ عليه السلام ــ يعلم أن احتمال التبعة أو المسئولية خليق أن يبدل أطوار النفوس فى بعض المواقف والأزمات، فيجنح اللين إلى الشدة، ويجنح الشديد إلى اللين، لأننا إذا قلنا إن رئيسا أصبح يشعر بالمسئولية فمعنى ذلك أنه أصبح يراجع رأيه، فلا يستسلم لأول عارض يمليه عليه طبعه، ولا يقنع باللين أول وهلة إذا كان من أدبه اللين، ولا بالشدة أول وهلة إذا كان من دأبه الشدة، ومن هنا ينشأ الاختلاف بين موقف الرجل وهو مسئول، وموقفه وهو غير مسئول. وهذا الذى ظهر أعجب ظهور فى موقفى الصاحبين من حرب الردة، فإن عمر الشديد آثر الهوادة، وأبا بكر الرفيق قد آثر القتال وأصر عليه».”
“لقد تم إختيار الخلفاء الأولين بموافقة المحكومين، ولم يكن واحداً منهم مفروضاً علي الرعيه بغير اختيارهم، وكان هناك ترشيح واحد لو حدث لكان في حكم الالزام بالمبايعه، وهو تصريح النبي عليه السلام باختيار أحد من أصحابه للخلافه ولكن النبي عليه السلام لم يعلق الإختيار ولم يزد فيه علي الإشاره تجنباً لكل إلزام، وجاء ابو بكر فأوصي بمبايعة عمر بن الخطاب، ولم تكن وصيته ملزمه للناس بالقوة والإكراه، لأن سلطانه ينتهي بوفاته”
“قال أبو رجاء البصري: "دخلت المدينة فرأيت الناس مجتمعين ورأيت رجلاً يقبّل رأس رجلٍ ويقول له: أنا فداؤك ولولا أنت لهلكنا، قلت: من المقبِّلُ ومن المقبَّل؟ قالوا: هو عمر يقبل رأس أبي بكر في قتال أهل الردة إذ منعوا الزكاة حتى أتوا بها صاغرين"عبقرية الصديقص96”
“إذ كانت رحمته و عدله لا يناقضان البأس و الغيرة فيه، بل كان بأسه معونا لرحمته، وكانت غيرته معونا لعدله، وكان هو قويا لينتفع الناس بقوته، ولم يكن قويا ليطغى بقوته على الضعفاء”
“ـ"من لم ينفعه ظنه لم تنفعه عينه عمر بن الخطاب”