“حينما عقدت حفل زفاف إبنى , كنت أعرف أنه سيتبقى كثير من الطعام فذهبت إلى المسئول فى الفندق وسألته عما يحدث لبقايا مأدبة العشاء فأجابنى بعجرفه وباللغه الإنجليزيه garbage أى فى الزباله فقلت له أننى ضد التبديد وأننى سأحضر كراتين وأوانى وحللا لآخذ ما تبقى لتوزيعه على المحتاجين فى منطقتى فنظر إلى بإمتعاض شديد بحسبانى شخص غير متحضر , ولكننى أصررت على موقفى .. وبذلك تحول الزفاف من لحظة تبديد وقمع إلى لحظة تدوير ورخاء ومشاركه .لـِ عبد الوهاب المسيرى”
“حينما عقدت حفل زفاف ابنى ،كنت أعرف أنه سيتبقى الكثير من الطعام.فذهبت الى السيد المدير المسئول فى الفندق وسألته عما سيحدث لبقايا مأدبة العشاء، فأجابنى بعجرفة غير عادية وباللغة الانجليزية "جاربيج garbage " أى "قمامة " .فقلت له بهدوء شديد إننى ضد التبديد ،وطلبت منه ألا يلقى بشىء ،وسأحضر كراتين و أوانى وحللا لآخذ ما تبقى لتوزيعه على المحتاجين فى المنطقة التى أسكن فيها.فنظر إلىّ بامتعاض شديد،بحُسبانى شخصا غير متحضر ،ولكننى أصررت على موقفى .غير أنه قرب نهاية السهرة ،جاء كبير الجرسونات ،وأخبرنى أن ما قاله المدير لاأساس له من الصحة ،فالعاملون يأخذون البقايا ليوزعوها على أسرهم . وهنا أصبح للمسألة بُعد بيئى إنسانى مختلف ،فاتقنا على اقتسام "القمامة "،يأخذون النصف ،ونحن النصف الآخر لتوزيعه على المحتاجين فى مكان سكننا ، وقد كان.وتحول حفل الزفاف من لحظة تبديد وقمع الى لحظة تدوير ورخاء ومشاركة .”
“أحب أن أشير إلى أنه عندما يبدأ المرء في قراءة كتاب ما دون أن تكون عنده إشكالية فكرية فإنه قد لا يؤثر فيه، فوجود مثل هذه الإشكالية تجعل الإنسان يستوعب محتويات الكتاب، وهناك كتب تولّد الإشكاليات، لكن من المستحسن بعد مرحلة عمرية معينةألاّ يقرأ الإنسان كتاباً إلاّ بحثاً عن إجابة لإشكالية فكرية تواجهه، لأن بحر المعرفة لا نهاية له. وقد زادت شبكة الإنترنت الأمور اتساعاً. ولذا أميّز بين الحقائق والحقيقة، فالحقائق موجودة على الإنترنت وفي الصحف والموسوعات، أما الحقيقة فيجردها الإنسان بعقله، بمعنى أنه إذا كانت الحقائق موضوعية بشكل كامل فالحقيقة لها جوانب ذاتية، أو فلنقل عقلية، بمعنى أن الإنسان هو الذي يجردها من الحقائق المتناثرة. وهذا لا يعني السقوط في الذاتية، لأنه عندما أصل إلى تعميم ما أرى أنه الحقيقة بمعنى أنه يعطي صورة كلية عن الواقع الذي أدرسه أو أرصده أو أدركه، فإنني أطرح هذا التعميم لا على أنه حقيقة مطلفة ونهائية وإنما باعتباره حقيقة قمت بتجريدها ولا بد من اختبار مقدرتها التفسيرية على محك الواقع.”
“لعله قد يكون من المفيد ألا نتحدث عن "حق المرأة في العمل" (أي أن تعمل في رقعة الحياة العامة نظير أجر), أي العمل المنتج مادياً الذي يؤدي إلى منتج مادي (سلع - خدمات). ونعيد صياغة رؤية الناس بحيث يعاد تعريف العمل فيصبح "العمل الإنساني", أي العمل المنتج إنسانياً ( وبذلك نؤكد أسبقية الإنساني على المادي والطبيعي). وهنا تصبح الأمومة أهم "الأعمال المنتجة" (وماذا يمكن أن يكون أكثر أهمية من تحويل الطفل الطبيعي إلى إنسان اجتماعي؟) ومن ثم يقل إحساس المرأة العاملة في المنزل بالغربة وعدم الجدوى, ويزداد احترام الرجل لها ويكف الجميع عن القول بأن المرأة العاملة في المنزل لاتعمل”
“فكرة أن كل الناس أقليات, تعني أنه لا يوجد أغلبية, أي لا يوجد معيارية إنسانية ولا ثوابت, ومن ثم تصبح كل الأمور نسبية متساوية وتسود الفوضى المعرفية و الأخلاقية.و إذا كان لكل أقلية حقوق مطلقة, فإن هذا يؤدي في واقع الأمر إلى أن فكرة المجتمع الذي يستند إلى عقد اجتماعي و إلى إيمان بإنسانيتنا المشتركة تصبح مستحيلة, إذ أن الحقوق المطلقة التي لا تستند إلى أي إطار مشترك لا يمكنها التعايش”
“وقد عرفت فيما بعد أن كثيرا من الأجانب الذين دخلوا الإسلام دخلوه عن طريق الفنون الإسلامية، فالفنان بيجار راقص الباليه الفرنسي المعروف، اعتنق الإسلام من خلال دراسة السجاد والرسومات المركبة داخله، كما أن روجيه جارودي كان له اهتمام خاص بالمعمار الإسلامي، ولعل هذا ينبه الداعين للإسلام إلى أهمية الفن الإسلامي والإسلام الحضاري (وإن كان معظمهم للأسف لا يعرف إلا الجانب العقلي في الإسلام، وهم لا يعرفونه بطريقة فلسفية عميقة، فهم لا يدركون أن الإطار الفلسفي أو المنطق الفلسفي هو الوحيد الذي يمكن للإنسان أن يحاور من خلاله الآخر، باستخدام مقولات متقابلة وليس من خلال نصوص نؤمن بها نحن ولا يؤمن بها هو )”
“إن من يتعامل مع الأدب عليه أن يتعامل مع الظاهرة الإنسانية في كل تركيبيتها وعمقها، فيدرك أن الإنسان كائن قادر على تجاوز السطح المادي وقادر على التمرد على الظلم، فالإنسان القادر على تجاوز السطح المادي هو الإنسان الإنسان، شيء رائع فريد وخاص، وحينما يتحدث المرء عن الفريد والخاص فهو في واقع الأمر لا يتحدث عن التطور وإنما عن الخلق”