“لبيك يا بحرُ من داعٍ نطوفُ بهظمأى، فنروى، ولم تعذب مساقيهيا أشبه الخَلق بالمولى وقدرتهلولا جلالته عن كل تشبيهتنضو الحياة على شطّيك ما لبستفي ساحة العيش من غشٍ وتمويهيا بحرُ أذكرتني بحرَ الحياة ومايجيش ما بين ماضيه وآتيهوالمرء يسبح فيه منذ مولدهسبحًا يقربه مما يحاشيهوكم تمنى به الخيرات معجلةًفكان عادي المنايا في تمنيهلبيك يا بحرُ من وهّاب أعطيةٍالدرُّ أبخسُ ما تهدي أياديهيعطي النفوس ويرويها وينعشهافإنما هي ذخرٌ من غواليه”
“إن في الحياة ألما كبيرا , و إن سرور الحياة أكبر من ألمها , و لكن الحياة نفسها أكبر من كل ما فيها من الألم و السرور .”
“خلاصة ما أصف به الثقافة أنها هى ترويض الوظائف الإنسانية على استيفاء نصيبها من الحياة الفضلى”
“لقد علمتني تجارب الحياة أن الناس تغيظهم المزايا التي ننفرد بها ولا تغيظهم النقائص التي تعيبنا، وأنهم يكرهون منك ما يصغّرهم لا ما يصغّرك، وقد يرضيهم النقص الذي فيك لأنه يكبرهم في رأي أنفسهم، ولكنهم يسخطون على مزاياك لأنها تصغّرهم أو تغطي على مزاياهم.. فبعض الذم على هذا خير من بعض الثناء، لا بل الذم من هذا القبيل أخلص من كل ثناء لأن الثناء قد يخالطه الرياء. أما هذا الذم فهو ثناء يقتحم الرياء.”
“إذ ليس أسرع من المرأة أن تلمح جانب الرقة وجانب الغضب من قلب الرجل في خطفة عين ,أليست الحياة كلها من قديم الزمن منوطة بهذا الغضب ,كيف تتلطف في تحويله ,وبتلك الرقة كيف تتلطف في ابتعاثها من مكمنها ,وهل تحجبها عنها القوة وهي ما نفذت إلى نفس الرجل قط إلا من وراء القوة ! ”
“الرجل يعشق الأنثى في مبدأ الأمر لأنها امرأة بعينها: امرأة بصفاتها الشخصية وخلالها التي تتميز بها بين سائر النساء، ولكنه إذا أوغل في عشقها وانغمس فيه أحبها لأنها "المرأة" كلها، أو المرأة التي تتمثل فيها الأنوثة بحذافيرها وتجتمع فيها صفات حواء وجميع بناتها، فهي تثير فيه كل ما تثيره الأنوثة من شعور الحياة. وأي شعور هو بعيد من نفس الأنسان في هذه الحالة؟ إن الأنوثة لتثير فيه شعور القوة، وشعور الجمال، وشعور اللذة، وشعور الألم، وشعور الجموح والانطلاق من قيود المنطق والحكمة، وشعور الإنسان كله، وشعور الحيوان كله، بل تثير فيه حتى الشعور بما وراء الطبيعة من أسرار مرهوبة، ومن أغوار لا يسبر مداها في النور والظلام؛ لأن المرأة حين تمثل الأنوثة هي مناط الخلق والتكوين، وأداة التوليد والدوام والخلود، وهي مظهر القوة التي بيديها كل شيء في الوجود وكل شيء في الإنسان.”
“وإذا كان العقل الإنساني لا ينفي بالدليل المقنع وجود العقل الأبدي فليس له أن يجزم باستحالة شيء مما يستطيعه ذلك العقل الأبدي من العلم بالأبد كله، أو من القدرة على الإيحاء به إلى من يشاء أو من القدرة على خوارق العادات، لأن الخوارق بالنسبة إليه كالعادات ،ولأن التغيير عنده كالإنشاء والإبداع، إذ ليست قدرته على تغيير ما حدث دون قدرته على الخلق الأول مرة في زمن بعيد أو زمن قريب”