“.. قالوا لي أن مطالبنا قد تحققت فلم أفرح.. فقد كان كل ما يقولونه لي في السابق كذباً وأنا لم أعد تلك الطفلة التي تتفائل بوجوههم السمجة المبتسمة بسخافة..”
“سقيت زهرة في حديقتي كان قد برح بها العطش، فلم تقل لي شكرا ولكنها انتعشت فانتعشت.”
“عندما مات أبي، لم أجد ما أقوله.. لم أكتب.. لم أتلق العزاء.. ولا عاتبت أحدًا لأنه لم يمد لي يدًا يطلب السلوان لي والجنة لوالدي؛ فقد كان من الضروري أن أشعر بأن والدي قد غاب.. قد بعد عني.. كان يجب أن أناديه فإذا لم يرد أدركت أنه ليس هناك؛ وإذا عاودت النداء أيقنت أنني وأنه لسنا هنا؛ فبيننا مسافات في المكان والزمان.. ولم أكن في حاجةٍ إلى معجزة لكي أشعر بذلك .. فقد اقتربت منه وفتح عينيه وقال كلمة، ولما لم أجد ابتسامته الرقيقة أدركت أنه مات، فقد كان الابتسام مثل النقط فوق وتحت الحروف، فهو إذا قال ثلاث كلمات ابتسم خمس مرات.. وكان لابد أن أقنع عقلي وقلبي، وأن أعيد ترتيب حياتي كلها قبل أن أشيع في وجودي كله أنه قد مات.. ولذلك احتجت بعض الوقت لكي أرى أوضح وأسمع أعمق وأفكر أبعد لكي أسترجع الذي كان، فأجعله كأنه ما يزال حيًا أمامي.”
“وحلمت بي أفعل أشياء ..أشياء كثيرة لم يخطر لي قط أن أفعلها رغم كل هذا الوقت الكثير الذي كان لدي! لم يخطر لي يوما أن أجذب الحياة حتى أطرافها القصية، أن أتطرف في .الوجود، وحزنت”
“حين يمتد الليل ساكناً .. وتسري النجوم نجماً في إثر نجم .. سأفتح الرسالة على ركبتيّ وألوذ بالصمت .. لم يتأت لي أن أحظى بما أبحث عنه .. لم أستطع أن أفهم ما أتشوق إلى معرفته .. لكن هذه الرسالة التي لم تتم لي قراءتها قد خففت من أعبائي وأحالت أفكاري إلى أغنيات ...”
“كان الفوج 12 بالنسبة لي فوج القَتَلة ، إنه الفوج الوحيد في مركز قيادة مكافحة التخريب ، الذي يضم " سرية خاصة " من أربعة فصائل من أثنين وثلاثين رجلًا في أغلب الأحيان كان رجال هذه السرية الخاصة يمارسون عملهم بلباس مدني ، هَمَجٌ حقيقيون .زميل دفعتي عبدالملك كان واحدًا منهم ، جُنّ بسبب المذابح التي أُجبر على القيام بها :" إننا نقوم بعمل قذر .. يطلبون منا الخروج كل ليلة و كل يوم .. القذرون ..قَتَلونا !" * يقصد الجنرالاتقال لي ( لم أعد أعرف من أنا ، لم أعد أعرف هل نحن في الليل أم النهار ..( كان ثملًا وقال بأنه يتعاطى المخدرات أغلب الاحيان و يدخن الحشيش كل الوقت مثل جميع رجال سريته.”