“كان أحيانًا ما يسير في أثناء نومه ، يخرج في هدأة اللَّيل ، مثل شبحٍ عجوزٍ ، فيأخذه المشي أثناء النوم في الغالب حتى المقهَى الذي وقعتْ عنده الحادثة ، يقف ويلوِّح بعصاه حينًا ، وهو يصدر أصواتًا مثل دابَّةٍ تحتضر ، ثمَّ يعود لمأواه وهو يهزُّ عصاه في يده . هذه الحادثة التي لا يذكرها بتاتًا وهو يقظٌ ، ولا يذكِّره أحدٌ بها ، تفرِض نفسها عليه في منامه.”

محمود توفيق حسين

Explore This Quote Further

Quote by محمود توفيق حسين: “كان أحيانًا ما يسير في أثناء نومه ، يخرج في هدأة … - Image 1

Similar quotes

“انقفلتْ دائرةٌ واسعةٌ على المحاصَرين . في اللحظات الأولَى ، ما خاف المحاصَرون من هذه الهجمة ؛ فقد كان المشهد مشوَّشًا من خلف سحب الحريق الكثيفة ومن خلف ما أثارته الأقدام من غبارٍ ، بدا الفرسان وخيلهم للأعين المرهقَة كالكائنات غريبة الشَّكل في أضغاث الأحلام ، أو كما تتبدَّى فجأةً ، وبهدوءٍ ، أعناق النُّوق للبادين في الأعراب تشقُّ ضباب الفجر ، كأنها أرواحٌ هائمةٌ تمرُّ من الصَّحراء .”


“في النهاية يُمكننا أن نخلص أناا إزاء محاولة استثمار، أو ركوب موجة جديدة في السينما، وتوسل لواقعية مزيفة بها كثير من المبالغة، والسطحية، والاجتراء للمشاكل والشخصيات برؤية ضيقة جداً تخلو من النضج، وهو ما يتجلى في الرسائل التي تطرحها مثل هذه الأفلام التي تفتقر إلى المعالجة النقدية الواعية لهموم المهمشين في مصر.”


“فإن جل معارفي منحصرة في ذلك النوع المبتذل الذي يسمونه النوع "الإنساني".. وهو على ما رأيت منه لا يأبى مطلقا التهام ما يقدم إليه مما يؤكل ومما لا يؤكل.. حتى لحم أخيه.. وهو دائما جوعان، عطشان إلى شئ.. وهو لا يصنع شيئا إلا لغاية ومأرب، حتى صلاته وصيامه..”


“قيل إن أحدهم كان عندكَ في الجُنينَة هنا وحده في ليلةٍ شَتويَّةٍ ، فماءتْ قططٌ من قلب بيتك، فتركتَه مسرعًا ، فغَلَبه الفضول وتَبِعكَ .. وذهبتَ إلى خلف بيتكَ ، وحملتَ شيئًا من أعلى النَّافذة المغلقة، و جلستَ ودخلتَ من بابٍ مظلمٍ ضيِّقٍ منخفضٍ ، تستُره شجرة شِيحٍ .. وأنت .. أنت متزوِّجٌ .. لكَ زوجةٌ من تحت الأرض .. يجعل كلامنا خفيفًا عليهم .. في غرفةٍ في سردابٍ .. دخل وراءكَ . ووجدكَ على أرض الغرفة ، تأكل ومعك بناتكَ القطط السَّبع من طَاجِن سمكٍ ، فجعلن يشممنه لمـَّا دخل، ويتمسَّحن فيه، فغِرتَ وأمرتهم بالدُّخول في غرفةٍ أخرَى، أشدّ ظلمةً، لا يظهر في سوادها غير أعينهن الملوَّنة.”


“الظلم مر في قلب المظلوم حين يمسه، حلو في قلب الظالم حين يصدر منه، وهو حلو ومر في قلوب العاشقين حين يتقارضون الظلم ويجني بعضهم على بعض جنايات الغرام.”


“إن رسالة الإسلام لم تكن قط إقامة ملك إسلامي، بل إقامة نظام جديد سياسي اجتماعي، يقوم على الترابط والتآخي والإيثار واستبعاد سيطرة الإنسان على الإنسان، واستبدال سلطة الملك بسلطة الضمير، والضمير الحي الصاحي هو الذي يوجه الإنسان في كل تصرفاته، وهو الذي ينظم المجتمع، وهو الذي يضمن قيام الأمة الفاضلة التي يحكمها ضميرها الإسلامي، ولا يكون الخليفة في هذه الحالة إلا رمزاً للعدل وضماناً للأخلاق.”