“إنه لا معنى لأن يوضع سكان المنطقة العربية الممتدة من الخليج إلى المحيط أمام الاختيار بين العروبة أو الإسلام. إنهم جميعاً عرب وعروبيون، لا بالفصاحة ولا بالنسب ولا بالدين، بل باللغة والثقافك والتاريخ والمصير الواحد والمصالح المشتركة. كلهم عرب أو مستعربون، منهم المسلمون وهم الأغلبية، ومنهم مسيحيون واتباع ديانات أخرى وهم أقلية.”
“اذاً فالتقابل بين "العروبة" و "الإسلام" الذي أخذ يتبلور من خلال هذين الموقفين لم يكن تقابلاً ماهوياً، فلم يكن الإختيار المطروح أن نختار العروبة أو الإسلام، بل كان: أي "الآخرين" يجب أن نقاوم أولاً، وبالتالي أي السلاحين يجب أن نحرك في البداية: سلاح العروبة أم سلاح الإسلام؟ فالثنائية إذاً لم تكن ثنائية على صعيد الهوية بل كانت على مستوى الأداة التي ينبغي تحريكها للدفاع عن الهوية وحمايتها.”
“الحق أن العاطفة لا زمن لها، بل زمانها حاضر ممتد لا أول له ولا آخر”
“نحن لا نمارس النقد من أجل النقد ، بل من أجل التحرر مما هو ميت أو متخشب في كياننا العقلي وإرثنا الثقافي”
“إن التأويل العرفاني للقرآن هو تضمين وليس استنباطا ولا كشفا ولا إلهاما ، تضمين ألفاظ القرآن أفكارا مستقاة من الموروث العرفاني القديم السابق على الإسلام . ودون أن ندعي أننا قمنا بإحصاء شامل فإنا بإمكاننا أن نقرر بناء على ما تكون لدينا من خبرة من خلال التعامل مع النص القرآني والنصوص العرفانية ، الصوفية والشيعية والفلسفية الباطنية ، بإمكاننا أن نقرر بأنه ما من فكرة عرفانية يدعي العرفانيون الإسلاميون بأنهم حصلوا عليها عن طريق الكشف سواء بواسطة المجاهدات والرياضات أو بواسطة قراءة القرآن ، إلا ونجد لها أصلا مباشرا أو غير مباشر في الموروث العرفاني السابق على الإسلام . هنا يصدق المثل القائل ( لا جديد تحت الشمس ) مائة في المائة”
“التغيير الذي يلحق القاعدة المادية والمؤسسات السياسية لا ينعكس أثره مباشرة على الفكر والثقافة بل مفعوله لا يظهر في الأحوال العادية إلا بعد جيل أو جيلين”
“هنا في الثقافة العربية الإسلامية يطلب من العقل أن يتأمل الطبيعة ليتوصل إلى خالقها : الله. وهناك في الثقافة اليونانية - الأوروبية يتخذ العقل من الله وسيلة لفهم الطبيعة أو على الأقل ضامناً لصحة فهمه لها. هذا إذا لم يستغن عنه بالمرة, أو لم يوحد بينهما.”