“ إن العقلية الجاهلية المتحجرة التي تمجد الرجل وتقلل من شأن المرأة لم تستطع تحمل نظرة الإسلام للمرأة, تلك النظرة التي ساوت بينها وبين الرجل حين جعلت النساء شقائق الرجال. وهذه العقلية الجاهلية هي ماجعل التمييز ضد المرأة يستمر كل هذه العصور ويرمي بتعاليم الدين الحنيف عرض الحائط ويصر على أن الإرث الرهيب القادم من حضارات مختلفة وديانات عديدة تحتقر المرأة وتقلل من شأنها هو الصواب وليس ماقاله الله في كتابه ومافعله محمد صلى الله عليه وسلم مع نسائه.”
“فإذا كانت المرأة بطبيعة تكوينها الذي خلقها الله به كما يزعم كثيرون أقل في قدراتها العقلية أو على أحسن تقدير تغلبها عواطفها في المواقف التي يجب أن يتصدر فيها العقل,فلماذا كلفها الله وحملها الأمانة كالرجل ولكاذا سيحاسبها تماما كما يحاسب الرجل؟ هل يرى كل هؤلاء بأن الدين الذي من عند الله قد كلفها فوق قدراتها عندما ساواها بالرجل في التكليف وحمل الأمانة؟”
“ في لقاء مع أحد رحال الدين في التلفزيون أكد لإحدى السائلات التي اشتكت من بذاءة زوجها العصبي أن احتمالها له سبب في دخولها الجنة. أي أن رجل الدين بدلا من أن يؤكد للرجل أن الرسول أمر بالنساء خيرا وأن القران الكريم يلزمه بعشرتها بالمعروف وأن المودة والرحمة هب الأساس الذي يبني عليه بيت الزوجية سكت عن أفعال الرجل وانهال على المرأة يعلمها كيف تطرق أبواب الجنة بالصمت إزاء أذى زوجها لها.”
“ وأرى أن هبوط الانسان إلى مستوى الغرائز وابتعاده عن إحكام العقل هو الذي جعل الرجل العربي بشكل عام يضع المرأة ضمن هذا التابو بحيث يصبح من الخطر الخوض في المسائل التي تتعلق بإنسانيتها.”
“ عندما يسمع البسطاء كلمة حرية يتبادر إلي أذهانهم أنها الانحلال والبعد عن القيم. مع أن المعنى الصريح للحرية هو الانعتاق من الاستعباد والذل.وعندما ترد كلمة المساواة يتساءلون عن الحمل والولادة الذي لايستطيع الرجل القيام به. وكأن المطلوب هو أن يصبح الرجل امرأة وتصبح المرأة رجلا غير مدركين أن المساواة لاتعني تغيير الفروقات البيولوجية بين المرأة والرجل ولاتعني إلغاء الجنس,فتميز المرأة بإمكانية تخلق الحياة في أحشائها يجعلها ذات بعد حياتي أعمق من الرجل ولوجودها قيمة أكبر من قيمته. إن المساواة تعني عدم سلب الحقوق وتعني إلغاء التمييز العنصري حسب الجنس وتعني إلغاء الاضطهاد والعنف وعدم تحجيم المرأة وحرمانها من حقوقها ومنعها من فرص العمل والحياة والمشاركة في البناء والانتاج, وتعني عدم منعها من رفع كفاءتها وثقتها بنفسها وقدراتها,وتفعيل مشاركتها لأداء الأدوار ذات القيمة في المجتمع. أي أن يكون الإنسان إنسانا..مسؤولا عن ذاته متحملا نتائج قراراته مادام بالغا عاقلا سواء كام ذكرا أو أنثى.”
“لقد جاءت أم سلمة رضي الله عنها وقالت يانبي الله, مالي أسمع الرجال يذكرون في القران, والنساء لايذكرن فأنزل الله تعالى" إن المسلمين والمسلمات والمؤمنين...." ولنتخيل أن امرأة الآن طالبت بأي حق من حقوقها الحياتية, ولنقارن ردود فعل القوم مع ردة فعل الرسول صلى الله عليه وسلم- مع استحالة المقارنة- لأن أم سلمة رضي الله عنها كانت تتساءل عم أسلوب القران الخطابي وتطالب بالمساواة مع الرجال في ذكر القران للمسلمين نساء ورجالا.”
“ أن ينتقي أحدهم من الدين مايراه مناسبا له بشكل شخصي ويسكت عن مالايريد فهذا شأنه وسيحاسبه الله عليه والله يغفر لمن يشاء وهو الغقور الرحيم. لكن أن يفرض طريقته تلك على الآخرين ثم يقول بعد ذلك إنه يتقي الله فهذا هو بالضبط الورع الانتقائي الذب أراه ماثلا في الانتقاءات الكثيرة التي تتم داخل المجتمع ولنقرأ هذا النص ونرى الانتقاء في مجتمعات مختلفة مجتمعنا على رأسها. مثلما تختار المجتمعات الأوروبية القديمة من الدين المسيحي مايدعم مواقفها كذلك أخضعت مجتمعات افريقيا وآسيا الإسلام لتعامل من المستوى نفسه. داخل القران تعاليم بين صنفين: الأول إرشادات مطبقة بشطل مبالغ فيه- مقلا الارشادات المتصلى بالحجاب-وثانيا سلسلة من الأوامر القطعية والتي تم تجنبها ولم يطبقوها من قرم الى قرن. وفي هذا الصنف توجد أساسا التعاليم الدينية التي كان هدفها اعطاء الحقوق للمرأة باعتبارها إنسانة.”