“لمتديّن إنما يتديّن على طبيعته وخُلُقه، يتديّن على مزاجه النفسيّ وإرثه من التجارب السيئة.. ثم هو لا ينفك عن تأثير النشأة، ووطأة الإلف والعادة، وغَلَبة روح العصر.فإذا رأيتَ متديناً يأتي شيئاً ليس من الدين الحق فحذارِ أن تحمّل الدين جريرةَ هذه النفوس، لأن المتديّن إنما يتديّن على طبيعته وخلقه ومزاجه النفسيّ..”
“الله لا يلزم أحد بخطيئة و لا يقهره على شر .. و إنما كل واحد يتصرف على وفاق طبيعته الداخليه فيكون فعله هو ذاته .. و ليس في ذلك أي معنى من معاني الجبر .. لأن هذه الطبيعه هي التي نسميها أحياناً الضمير و أحياناً السريرة و أحياناً الفؤاد و يسميها الله ((السر )) (( يعلم السر و أخفى ))”
“إني أترك سياسة العامة لغيري،فليس أمرهم من شأني ، إنما يعنيني ألا يُبنى الخطأ على أمر يُنسب إلي ، وإذا كنتم تريدون الحق الثابت فابحثوا عنه في غير هذه الدنيا أو عند غير الإنسان ،وأنا لا أريد أن أكذب على العامة فأصبغ لهم رأياً بعينه صبغة الحق الثابت ، ولا أريد أن أموه عليهم ولو كان ذلك خيراً لهم .. وإذا كنتم ممن يرون أن الكذب تُسوغه السياسة فاعلموا أن ذلك إنما يرجع إلى ما اختاره رجال السياسة لأنفسهم فهم يختارون أسهل السبل وأقربها إلى بلوغ غاياتهم وأقلها مشقة ،وإنك لتراهم يتهافتون على الكذب ويتسابقون إليه حين يكون أسهل السبل إلى غاية يريدونها .. ولو اتبعوا سبيل الصدق لبلغوا هذه الغايات على ما قد يكون في طريقهم من مشقة وصعاب. وإذا كان من رجال الدين من يرى رأي أهل السياسة ،فذلك أنهم يضعون السياسة فوق الدين أو يضعون سياسة الدين فوق الدين نفسه؛ وهذا هو الضلال المبين”
“و إذن.. فالإسلام, الذي هو الدين الحق, ليس ممارسة لحقيقة العلم, و لا هو خط مستقل أو مواز للعلم لا ينطلق معه من بداية و لا ينتهي معه إلى نهاية, وإنما الإسلام نهاية على طريق العلم, فمن أذعن للعلم و أخلص له, وواصل رحلته على طريقه, لا بدَّ أن يجد نفسه وجها لوجه أمام الحقيقة العلمية الكبرى.. أمام الدين الحق الذي هو الإسلام.”
“لم يعد ينفع ترداد المقولات الواثقة على غير أساس ، المثبِّتة على البؤس والوهن ، من قبيل أن المستقبل لهذا الدين وأن النصر آت لا محالة ، فإن الدين فكرة لا تنصر نفسها . والنصر إنما يستجلب بالأعمال الراشدة المتعقلة ، والتخطيط المبني على علم وفكر وإحصاء ، وتدين صحيح ودراسات موضوعية .”
“الصديق الحقيقي هو ليس من يصونك وأنتما متفقان إنما هو من يظل على العهد والوعد عند الخصام”