“ظننت مرات أني موعودة بالألم ، وحاولت أن أفهم ل كان علي أن أكبر في ظله ، لكني أدركت فيما بعد أن الألم شرط إنساني ، وأن ما من إنسان إلا وهو مخلوق في َ كبد”
“إنني أكبر ، وتكبر معي أشياء كثيرة أولها : الألم . كلما كبرت صار الألم أكبر ، وأبطأ رحيلاً !ظننت مرات أني موعودة بالألم ، وحاولت أن أفهم لم كان علي أن أكبر في ظله ،لكنني أدركت فيما بعد أن الألم شرط إنساني ، وأن مامن إنسان إلا وهو مخلوق في كبد ، وسينال حظه من الألم ،كبر ـ ذلك النصيب ـ أم صغر ، وأن حظي ـ ياللأسى ـ سيكون دائمًا كبيرًا ; لأن قدر الواعيأن يألم مرتين : مرة لأنه يعي ، والأخرى لأنه وحيد ! وأغرب ما أدركته أنني ـ رغم ألمي ـفإني لا أرغب في أن أستبدل حياةً أخرى بحياتي .”
“كنت قد انشغلت فترة بأن أبرر لهن ولغيرهن سبب عزوفي عن الإنجاب، ثم أدركت أني كمن يسبح في ماء بارد، أبذل مجهودا جبارا كي أبلغ ضفة غير أكيدة، وأن هؤلاء النسوة ومن يفكربطريقتهن لا يعين أنفسهن كما أعي نفسي، ولا يرين العالم من زاويتي، فقررت أن أبتسم فحسب، وأن أحاول أن أفهم كيف تعي النسوة أن الإنجاب شئ جاد، ثم يتعاملن معه بخفة؟ وأن أفهم ما المغري في عناء الأمومة؟ وأن أفهم كيف تظن امرأة أن كل الأبناء عمل صالح، يمكن أن تدخره لأيامها الأخيرة فتردد بيقين فادح: "جيبي لك سند يشيلك لما تكبري"؟ أنا لم أعرف كيف أجعلهن يدركن أني مفزوعة من مصيري، وأني أشعر أن الحياة بالنسبة لي ورطة لا ينبغي أن أوقع مخلوقا فيها إلا إن رغب. وما دمت لا أملك أن أسأل جنينا -قبل تخلقه في رحمي، وقبل أن يعي- إن كان يرغب أن يولد أم لا؛ فليس في وسعي إذن أن أورطه وأتورط معه.”
“كثيرا ما أقنعت الأساتذة -في الدراسات العليا- بأن يعطوني تقدير امتياز دون أن أقدم ورقة بحث، ولكني كنت أعطيهم كلمة شرف أنني سأقدم البحث فيما بعد، بعد كتابته في هدوء وسكينة. وكثيرا ما نجحت في إقناعهم، فكنت أقضي الصيف في كتابة البحوث المطلوبة، عندما يكون عندي متسع من الوقت. "وحاولت أن أطبق نفس السياسة مع إحدى طالبات الدراسات العليا في مصر، فما كان منها إلا أن تناست الموضوع تماما بعد أن أعطيتها تقديرا عاليا، وكانت هذه هي المرة الأولى والأخيرة التي حاولت فيها أن أفعل ذلك.)”
“و لم أكتشف إلا فيما بعد أن حبي لعبد الوهاب كان إعجابا "بأسلوبه" في التعبير ومقدرته على البلاغة في الأداء . كان عبد الوهاب يصوّر أملاً من أمالي في أن أكون قادراً على أن أقول و أن يجيء قولي واضحاً بسيطاً مفهوماً مسموعاً .. أو هكذا تصوّرت”
“الانشغال بالألم هو توقّفٌ مؤقَتٌ عن الحياة وهو إقحامٌ ساذج للعجز في عقولنا والعظماء فقط من يرون في الألم أكبر دافع للمقاومة”