“من الميلاد إلى الموت والأنسان فى صراع مادته وترابه يشدانه إلى تحت ,وروحه تشده إلى فوق صراع بين عدم ..ووجود والعدم ليس مجرد خواء ..أولا شئ , وإنما العدم قوة سالبة بمثل ما أن الوجود قوة موجبة المرض والشيخوخه والذبول والهزل قوى عديمة سالبة ,غلبت على الجسم . فجعلته مريضا ذابلا هزيلا فإذا غلبت هذه القوى العديمه على النفس , وجعلت المزاج النفسى متشائما يائسا قلقا كئيبا فإذا غلبت على القلب نزلت به إلى درك الحقد والأنانية والكبر والغرور والنفاق والشهوة فإذا غلبت على العقل أظلمته بغواشى الجهالة والغباء والبلادةفإذا أغشت البصيرة ألقت بها فى مهاوى الكفر والشرك والظلموللعدم جيوش وفرسان ...وله جنود مجندة”
“بالإيمان تصل النفس إلى بر السكينة وتصبح الأحداث في حياتها مجرد ارتعاشات على سطح بحر هادئ ما تلبث أن تنداح وتسكن”
“العالم من حولك فى سباق علمى رهيب يفض أسرار الذرة، و يسخر القوى النووية فى صناعة الأعاجيب .. فيزداد الأقوياء قوة، و يزداد الضعفاء ضعفاً .. إلى أن يصبح المتخلفون فى مكانة القرود أو أقل من القرود ...”
“العدم فى واقع الأمر غير معدوم وقيام العدم فى التصور والفكر ينفي كونه معدوما والعدم على الأكثر نفي لما نعلم ولكنه ليس نفيا مطلقا مساويا للمحو المطلق”
“و احتاج الأمر إلى ثلاثين سنة من الغرق في الكتب و آلاف الليالي من الخلوة و التأمل و الحوار مع النفس و إعادة النظر قم إعادة النظر في إعادة النظر .. ثم تقليب الفكر على كل وجه لأقطع فيه الطريق الشائكة من الله و الإنسان إلى لغز الحياة إلى لغز الموت إلى ما أكتب من كلمات على درب اليقين .”
“والحياة تبدأ دائما من هذه اللحظة الباهرة التى تفيق فيها على دهشة ..على حب ..وأمل وخوف ولذة وقلق ..أما الأيام التى تعيشها فى هوادة ورفق وتنتقل فيها من لحظة مألوفة إلى لحظة مألوفة ..ومن واجب مدرسى إلى تكليف وظيفى ..إلى واجب زوجى ..فهى عادة تسقط من حسابك ولا تحس بها ..وتكون النتيجة أن تفيق فجأة بعد خمسين سنةوتتلفت حولك فجأة بعد خمسين سنة وتتلفت حولك فى وجوه أطفالك وتتعجب ..وتتساءل .. متى وأين وكيف أنجبتهم ؟...إن عمرك قد مر بك دون أن تشعر به ..مر بك خلسة ..كما يمر شريط السينما وأنت نائم ..إن عمرك الحقيقى ليس تعاقب سنوات .. ولا تعاقب حوادث ..ولا عبرة فيه بالتوفيق والنجاح والثروة وبلوغ الأمانى أبداً ..فكثيراً ما يكون بلوغ الأمانى على البارد .. يواتيك النجاح فى المدرسة كالمعتاد ..وتواتيك العروسة عن طريق الخاطبة ..وتواتيك الدرجة فى دورك ..ويواتيك النسل الوفيرتماماً كما تواتى الشجرة ثمارها فى كل ربيع ..”
“والله حبه الأول والوحيد الذى أضاعه فى الزحام حينما نزل إلى عالم الشتات ومضى يتلفت تتخطفه أضواء الفترينات وتشده الفتن من ذراعيه وتهوى به أطماعه إلى الحضيض وتكبه الشهوات على وجهه حيوانا يلهث”