“لا وجود على الاطلاق للعنف و الاحتجاج المسلح فى وقت الدوله الوطنيه ، وماسجله التاريخ كان وقت الاحتلال ، وصاحبه ماصاحبه من بعض الانحرافالمواطنه هى اساس الوجود فى المجتمع ، و النظام الديمقراطى النيابى هو اكثر النظم فاعليه للحفاظ على الحريه و على قوة مؤسسات المجتمع ، و على منع الاستئثار بالسلطه . ليس هناك اسلام للمرأه و اسلام للرجل ، و الاثنان مطالبان بالامر بالمعروف و النهى عن المنكر ، الذى هو : تعبئة الناس للتصحيح المستمر لأوضاعهم .العدل الكامل فى توزيع الثوره و الدخول ، و تنمية القدرات و تهيئة مناخ التشغيل الكامل ، و تحقيق تأمين اجتماعى فعال ، من خلال حكومه نشطه ذات قدرات فعالة ، بالتعاون مع قطاع خاص و أهلى يتمتع بالحيويه و الاحساس الوافر بالمسئوليه الاجتماعيه .يجب ان يتصل التعليم بمقتضيات الحاضر و المستقبل ، و يقوم على تنمية القدرات لا حشد المعلومات ، و يزود النشأ بالقدره على رجاحة الحكم ، و تربيتهم على معنى الاختلاف و التعدد .”
“إذا كانت أوروبا قد فصلت الدين عن المجتمع، فذلك لظروف تاريخية جعلت الكنيسة و على رأسها البابا هو الذى كان يسيطر على ملوك أوروبا و يتوجهم و يرسلهم بعيداً عن بلادهم فى الحروب الصليبية .. و لعل "العلمانية" كانت رد فعل للدولة "الدينية" هناك و تمشياً مع الثورة الفرنسية التى أطاحت بالنبلاء و رجال الدين معاً ..”
“الحزن رفيق للانسان و لكن هناك حزن هلفوت و حزن مقدس و صاحب الحزن الهلفوت يحمله على رأسه و يدور به على الناس .. التقطيبة على الجبين و الرعشة فى أرنبة الأنف و الدمع على الخدين .. ياللالى ! و هو يدور بها على خلق الله يبيع لهم أحزانه و هو بعد فترة يكون قد باع رصيده من الأحزان و تخفف و يفارقه الحزن و تبقى آثاره على الوجه ، اكسسوار يرتديه الحزين الهلفوت و يسترزق . و لكن الحزن المقدس هو الحزن العظيم ، و الحزن العظيم نتيجة هموم عظيمة ، و الهموم العظيمة لا تسكن إلا نفوساً أعظم .. و النفوس الأعظم تغلق نفسها على همها و تمضى و هى تظل إلى آخر لحظة فى الحياة تأكل من الحزن و الحزن يأكل منها و يمضى الإنسان صاحب الحزن العظيم - ككل شىءفى الحياة - يأكل و يؤكل و لكن مثله لا يذاع له سر و قد يمضى بسره إلى قبره ! و لذلك ما أسهل أن تبكى و ما أصعب أن تضحك”
“لماذا يسخط المجتمع على فكرة الحب ؟ لأن الحب يحفز فى المحبين كل الدوافع التى يخافها المجتمع ، و لا يبقى لرداع قيمة . الروادع ، بالنسبة إلى المجتمع ، مهمة للحفاظ على هيكل العلاقات السليمة بين الناس . و لكن الحب يتجاهلها كلها و كأن المحبين فى مجابهة مستمرة لامكانية القتل أو الموت . و هذه المجابهة بالطبع تزيد من اللوعة و المتعسة ، فيزيد التصميم عليها ، و هكذا يدور المحبون فى حلقة مفرغة لا تنتهى .”
“إهداء إلى ابتهال يونس :- الزميلة و الصديقة و الزوجة فى الزمن الردىء يدفع "الحب" ضريبة أنه يريد أن يجمِّل وجه الحياةيتحدثون باسم "الله" و الكراهية تطفح فى نفوسهم و على وجوههم وقوفك ضد "القبح" دليل دامغ على أن الرجل شريك المرأة و ليس العكس فيك و فى إرادتك تتجلى قوة المرأة مانحة الحياة و الحب و النٌّبل هذا الكتاب لك و لكل بنات جنسك و لأبنائهم وبناتهم ألسنا نحْلم بالمستقبل ؟”
“و قد كانت البنات قبل أن تولدى أنت , و أولد أنا .. يعشن وراء المشربيات .. و لكن هذه المشربيات لم تحمهن من الخطيئة .. و لم تهذب عواطفهن .. كن ينظرن من خلال ثقوب المشربية و يلوحن لأى عابر سبيل .. و لما عجز المجتمع عن حمايتهن , وجد أن الحل الوحيد هو القضاء على المشربيات , و منح البنات حق النظر من خلال الشبابيك .. ثم حق الوقوف فى الشرفات .. ثم حق الخروج إلى الشارع .. و فى كل خطوة من هذه الخطوات , كانت الأخطاء تقل و العاطفة تترقى و تتهذب .. و السعادة تدخل البيوت”
“ليس ميسورا الجمع بين الكتابة و النضال ، بين قول الحقيقة و مقاومة السلطة . لكن الفصل بينهما صعب بدوره . فالحقيقة سياسية فى سورية ( و فى كل مكان ) ، و ما يعوق معرفة أكثر بالأحوال السورية هو نمط ممارسة السلطة القائم على السرية و الخوف و حجب المعلومات و تكثير "الخطوط الحمر" و معاقبة التفكير المستقل و رعاية التملق و تشجيع ثقافة لا نقدية تتكتم على كل ما هو سياسى . هذا يعنى أن مقارية الحقيقة فعل احتجاج و مقاومة . لكن بالمقابل لا يحمل الاحتجاج على نظام السلطة ذاك ضمانات صوابه المعرفى و الأخلاقى فى ذاته . لا يكفى أن يكون المرء معارضا حتى يكون على حق . " الحق " مسألة معرفة و عدالة و سداد ، و المعارضة مسألة التزام و شجاعة و مسؤولية . و العلاقة بين هذين المطلبين متوترة و تناقضية . ليست علاقة توافق بحال .”