“والكبت الدائم قد يكون سبب بلاء، ولكن الكبت الموقوت دعامة التربية والترقي.. والتفرقة بين الأمرين لا يعرفها عديمو الإيمان تاركو الصلوات، أحلاس الشهوات.”
“إن هناك إيمانا أساسه الخيال أو الشعور الموقوت أو التأثر العاجل وإيجاد هذا الإيمان سهل وسمو المرء به حينا ممكن ..! ولكن الإسلام يبتغى إيمانا يصحب المرء فى أحيانه كلها، ويصبغ أحواله المتباينة بصبغة ثابتة ويظل معه فى صحواته وغفواته، فى بيعه وشرائه، فى صداقته وخصومته، فى فرحه وفى ترحه، فى وحدته وعشرته . وهو بهذا الإيمان يكون مع الله ، أو يكون الله معه لأن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون ..!”
“لا صلة بين نضج الفكر ونضح الغريزة، ولا بين تخلف الجماعات من الناحية العقلية وتخلفها من ناحية الأهواء والمطامع.إن عُرام الشهوات الذي نسمع عنه في "باريس" و "هوليود" لا يزيد كثيراً عما وعته القرون الخالية من مفاسد الإنسان على ظهر الأرض.وتقدم الحضارة لا أثر له من هذه الناحية إلا في زيادة وسائل الإغراء فحسب. أما الشهوات نفسها فهي هي من قبل الطوفان ومن بعده الأثرة والجشع والرياء والتهارش والحقد، وغير ذلك من ذميم الخصال، ملأت الدنيا من قديم، وإن تغيرت الأزياء التي تظهر بها على مر العصور.وإن الإنسان ليرى في القرية التافهة وفي القبيلة الساذجة من التنافس على المال والظهور ما يراه في أرقى البيئات،وكثير من الناس تفوتهم أنصبة رائعة من العلم والفضل ولكن لا تفوتهم أنصبة كبيرة جداً من الاحتيال والتطلع والدس، وقد تستغرب إذ ترى الشخص لا يحسن فهم مسألة قريبة من أنفِه. ومع ذلك فهو يفهم جيداً ألا يكون فلان أفضل منه!!.”
“إن التربية الراشدة الناضجة هى الضمان الأول لكل نهضة , والبيت هو المدرسة الأولى لتلك التربية .. وعندما تكون المرأة صفر العقل والقلب , لا ثقافة في المدرسة .. ولا عبادة في مسجد .. فمن أين تحقق التربية المنشودة ؟! إنه لا مجتمع يصلح عندما تكون المرأة حيواناً يحسن تقديم الأكل والمتعة .. وحسب !”
“إن الحاجز رقيق جداً بين ما هو دين محض وما هو دنيا محضة والمرجع إلى سلامة النية ونبل الغاية ,فالشئ الواحد قد يكون فاحشة كبيرة بما يلابسه من هوى ,وقد يكون جهاداً مبروراً بما يصاحبه من إخلاص.”
“إذا لم يكن الدين افتقارًا إلى الله، وانكسارًا في حضوره الدائم، ورجاء في رحمته الواسعة، وتطلعًا إلى أن يعم خيره البلاد والعباد، فما يكون ؟!”
“إن شريعة الصيام تدريب على جهاد النفس والتحكم فى مطالبها ورغائبها وإخضاعها لضوابط الأمر والنهى، وإشعار الإنسان أنه روح قبل أن يكون جسما، وعقل قبل أن يكون هوى وغرائز... والحضارة المعاصرة نسيت هذه الحقائق كل النسيان، وبنت سلوكها على إجابة النداء الحيوانى للأجهزة الدنيا فى البدن، وعلى اعتبار الكبت- مهما شرف سببه- ضارا بالإنسان!! ترى ما الفرق بين البشر وغيرهم من الحيوانات إذا كان الإنسان يفعل ما يحلو له دون أى اعتراض؟”