“في آخر مرة رأيت والدي، في قريتنا البعيدة، رماني بالسؤال المكرور كمن يُلقي حجرا:- ماذا ستفعل بعد التخرج ؟ارتطمت كلماته بداخلي حتى كاد الصوتُ يُسمع. لُذت بالصمت. تنهدت، ففهم مرادي دون كلام. حاولت الهروب من صمتنا فسردت أمامه بعض المهن المعروفة، لعلي بذلك أمنحه أملا -ولو مغشوشا-. حرك رأسه وقال بنبرة رجل حنكته التجارب:- المهم يا ولدي أن تضمن خبزتك لدى المخزن.”
“المخزن؟ أي سحر تحمله الكلمة؟ يقولون إنلمخزن يجرح ويداوي، يكوي ويبخ، بيده الأمر وهو على كلّ شيء قدير، من أراد حلا يطرق باب المخزن، ومن لديه شكوى يقصد المخزن، ومن أراد عملا فعليه بالمخزن..”
“أن تكون أستاذا خصوصيا يعني أن يؤمن التلاميذ بأنهم قادرون على استبدالك كقطعة غيار صدئة، عندما يرون حاجة لذلك، ويتباهون بعدد القطع التي استبدلوها بأخرى.. يعني أن تعرف كيف تبيع نجاحا مزيفا دون أن تقبض ثمنه..”
“أن تكون أستاذا خصوصيا يعني أن تقتنع أنك داخل شركة عائلية، لا أحد يعرف أين تتمركز قوة اتخاذ القرار: أستاذة فاتنة، سكرتيرة جميلة أو شخصا واشيا يمكن أن يضعوا حدا لعملك وتصبح عاطلا. لأنهم يملكون سلطة أكبر من مؤهلاتك و أجدر بالتقدير من كفاءتك.”
“أن تكون أستاذا خصوصيا يعني أنك مُنتحل صفة.”
“انا مرة رأيت امرأة تمسح التراب عن جبلوبنتا ترسل خصلة من شعرها في بحيرةوسمعت آخر يحاول ان يصف لآخر معهموقع بيته البعيد في قريته البعيدة بالقرب من مدينة بعيدةتظهر مثل نقطة في خريطة بلده البعيد”
“فـي كل يـوم تصبحين فيه تفقدي حالك، واسـٔالي نفسـك كيف هوحال قلبك،فٕان وجدِت زهداً في الدنيا وانصرافاً عنها فاعلمي ٔانك على خير .. وٕان وجدت ميلا ٕاليها ٔاو ٕالى شيء منحطامها فراجعي نفسك واعلمي ٔانها خطوة ٕالى الوراء.. وقد تكون الخطوة التي تجركِ ٕالى السقوط عن الدرب ...!”