“في آخر مرة رأيت والدي، في قريتنا البعيدة، رماني بالسؤال المكرور كمن يُلقي حجرا:- ماذا ستفعل بعد التخرج ؟ارتطمت كلماته بداخلي حتى كاد الصوتُ يُسمع. لُذت بالصمت. تنهدت، ففهم مرادي دون كلام. حاولت الهروب من صمتنا فسردت أمامه بعض المهن المعروفة، لعلي بذلك أمنحه أملا -ولو مغشوشا-. حرك رأسه وقال بنبرة رجل حنكته التجارب:- المهم يا ولدي أن تضمن خبزتك لدى المخزن.”
“انا مرة رأيت امرأة تمسح التراب عن جبلوبنتا ترسل خصلة من شعرها في بحيرةوسمعت آخر يحاول ان يصف لآخر معهموقع بيته البعيد في قريته البعيدة بالقرب من مدينة بعيدةتظهر مثل نقطة في خريطة بلده البعيد”
“كان صلي الله عليه وسلم في بعض أسفاره فأمر بإصلاح شاه ، فقال رجل : عليّ ذبحها ، وقال آخر : وعليّ سلخها ، وقال آخر وعليّ طبخها ، فقال الرسول ، وعليّ جمع الحطب ، فقالوا : نحن نكفيك ، قال قد علمت أنكم تكفوني ولكنّي أكره أن أتميز عليكم ، فإن الله يكره من عبده أن يراه متميزاً بين أصحابه”
“ماذا جنينا نحن يا أماه ؟حتى نموت مرتينفمرة نموت في الحياة! و مرة نموت عند الموت”
“حدثتها عن الإبتسامة الداخلية ، فطورنا بخصوصها نظرية طريفة مفادها أن علينا تركيب نوع من المصفاة في مدخلنا الروحي، تفرز ما هو ضروري لحياتنا حتى ولو كان مؤلما ، وبين مالافائدة فيه حتى ولو كان في غاية الإغراء ، وأن يكون هذا الفرز أبلغ تعبير عن توازننا و قوتنا و صحتنا النفسية و البدنية، أن يكون لذتنا القصوى ، و متعتنا الأكثر دقة و كيميائنا السرية التي تنتج دون إستشارتنا ، و دون حتى أن نحس بذلك ، إبتسامتنا الداخلية.”
“المهم يا منصور أن تملأ الخمسين دقيقة, قل أي شيء لكن حذارِ أن تقرب خط الاستواء! هناك الشمس الحارقة ومن يمد رأسه في الشمس يحترق, يدفع ثمناً”