“إن العمل لاسترضاء الغير وتأسيس مكانة عنده هو لون من الشرك، ألم يقل رسولنا: ' الرياء شرك '؟ الغريب أننى راقبت العمل فى ميادين أخرى، وبين جماهير غير جماهيرنا. فوجدت كل امرىء يؤدى واجبه فى صمت، ويستند إلى عمله وحده فى تقرير حقه وتثبيت كرامته، دون تعويل على زلفى أو ذوبان فى رئيس!”
“تصحيح النية- فى نظر الإسلام- هو معيار ما فى العمل من كمال وفضيلة، فلا يعتبر العطاء نبلا، ولا الجهاد فضلا، إلا إذا صدر عن صاحبه خالصًا لوجه ربه، والوعيد الذى يسوقه الإسلام للفضائل التى خالطها الرياء يكرهنا أن نقف طويلا عنده، فهو وعيد يتطاير منه الشرر، ويتفجر منه المقت، بل إن هذا الوعيد على الفضائل المدخولة أنكى مما سبق من عقاب على كثير من الرذائل المحضة”
“نعم نحن فى ميادين الدعوة إلى الله نعذر الجاهلين، ونتلطف مع غير المسلمين، بل إننا مأمورون أن نبر أهل الذمة، ونقسط إليهم لكن تقرير الحقائق شئ والنظر فى أحوال الجاهلين بها، والصادين عنها، والخارجين عليها شئ آخر.”
“إن الإنسانية التى نعطيها فضل حرمة ورعاية هى التى تدرس: العقل والقلبوالبدن ٬ وتبحث بأدب تواضع عن الحق والخير ٬ والتى تتناول قضايا الإيمان ٬ وآثاره النفسية والاجتماعية ببصيرة مفتوحة ٬ وحرية واسعة. والدين فى نظرنا هو المصدر الأوحد للحقيقة الكاملة فى هذا المجال. وإذا كانت تعاليمه غير مسهبة فى وصف الإنسان جسدا وروحافهى قاطعة فى تقرير ما يجب عليه ٬ وما يحمل به ٬ أى أنها قدمت الثمرة دون عناء ٬ أو النتيجة المستخلصة دون إبراز لمقدماتها. أما الدراسات الإنسانية فهى وصافة للإنسان ٬ مصورة لمادته ومعناه فى الأعم الأغلب ٬ وقلما تضع قدميه على الصراط المستقيم بعد ذلك الجهد.”
“إن الإسلام حريص على طهر العلاقات بين الرجال والنساء فى الأسواق والمجامع والبيوت والشوارع،ومن حقه أن يطمئن إلى سلامة النيات وبراءة الملتقيات،ومن حقه تحصين المعاملات من دسائس الغرائز الجنسية، حتى لا تجد متنفسها إلا فى بيوت الزوجية..”
“ومن معانى الأمانة أن يحرص المرء على أداء واجبه كاملا فى العمل الذى يُناطبه ,وأن يستنفد جهده فى إبلاغه تمام الإحسان , أجل إنها لأمانة يمجدها الإسلام: أن يخلصالرجل لشغله وأن يعنى بإجادته , وأن يسهر على حقوق الناس التى وُضعت بين يديه , فإناستهانة الفرد بما كُلف به وإن كان تافها تستتبع شيوع التفريط فى حياة الجماعة كلها , ثماستشراء الفساد فى كيان الأمة وتداعيه برمته”
“إن الإسلام وحده هو الذى صان شخصية المرأة ورد كل عدوان عليها وفق قاعدته: " لا أضيع عمل عامل منكم من ذكر أو أنثى بعضكم من بعض". والذى يحز فى نفسى أن جمهورا من المتدينين الجهلة فى بلادنا تبنّى مفاهيم الجاهليات اليونانية والرومانية وغيرها وقرر أن يحيا فى نطاقها، وزاد إلى هذه السفاهة أن قرر الدعوة إليها بحسبانها مفاهيم إسلامية . كيف نحمى الإسلام من أصدقائه الجهلة؟ فهم أضر عليه من أعدائه السافرين”