“الثورة الفرنسية التي يتغنون بها، هي التي قتلت و أحرقت و أعدمت على الخازوق في مصر في سنواتها الأولى، وليس بعد تحولها إلى الاستعمار كما يحلل الماركسيون.ثوار باريس الذين خرجوا من خلف المتاريس بعد اسقاط شارل العاشر، هم الذين ذهبوا إلى الجزائر ففتكوا بأهلها.الحضارة الغربية لا تعترف بأن الأجناس الأخرى بشر مثلهم.”
“تمر بك أيام تشعر فيها بأن كل شيء يثقل على صدرك، الذين يحبونك و الذين يكرهونك و الذين يعرفونك و الذين لا يعرفونك. تشعر بالحاجة الى أن تكون وحيداً كغيمة. أن تعيد النظر في أشياء كثيرة. أن تعود الى ذاتك مشتاقاً لتنبشها و تواجهها بعد طول هجر. أن تفجر كل القنابل الموقوتة التي تسكنك.”
“عندما نغضب من مصر ..ننسى الثورة ، و عدد البلاد العربية التي استقلت وقتها..و أساتذة مصر، و أطباؤها،و عمالها الذين بنوا البلاد..و شهداؤها الذين رووا الأرض بدمائهم .. و لا نتذكر من الزمن المصري الا :اهتزازات أرداف الراقصات و صوت أحمد سعيد الذي يبشرنا بالنصر في ذروة الهزيمة ! و مذكرات المعتقلين الذين مروا على زنازين المخابرات و سجونها . ترى، ما الذي سيقوله الأشقاء و الأصدقاء عن الزمن السعودي عندما يغضبون منا ؟!”
“إنه لا بد للمجتمعات اليوم من عقيدة، فخواء المجتمعات الغربية من العقيدة يجرفها دولة بعد دولة، و شعباً بعد شعب إلى هاوية المادية. و هذه المجتمعات الغربية لا تملك أن تدفع عن نفسها هذه الكارثة، لأنها تعتمد على القوة وحدها في دفع مذهب يصوغ نفسه في شكل عقيدة، أما نحن فإننا نملك.. إن لدينا فرصة ليست متاحة للغربيين. إننا نملك إقامة نظامنا الاجتماعي على أساس عقيدة أقوى و أشمل و أكمل، فمن الحمق إذن أن نفرط في هذه الفرصة تقليداً للمجتعات الغربية التي تترنح و في يدها القوى المادية بكل صنوفها، و نحن لا نملك إلا القليل من هذه القوى.”
“كأن اقطاب النظام القديم لم يكفِهم تدمير الدولة والمجتمع عبر ستة عقود من التخلف، بل يسعون لتلويث أيدينا بدمائهم حين يذهبون، لأنهم يأبون التنحي في هدوء. هم الذين قاتلوا الثورة، و لم ينقض عليهم انصار الثورة إلا بعد خمس سنوات كاملة من التردد و محاولة البحث عن طرق أخرى. هم الذين كتبوا علينا هذا المصير، نحن السلميون ، هم الدمويون ، حتي و إن كانت رؤوسهم هي التي تتدلي علي المشانق. هكذا قلت لنفسي ، وهكذا قلنا جميعا .لأنفسنا”
“فالقرآن لا يدركه حق إدراكه من يعيش خالي البال من مكان الجهد و الجهاد لاستئناف حياة إسلامية حقيقية, و من معاناة هذا الأمر العسير الشاق و جرائره و تضحياته و آلامه, و معاناة المشاعر المختلفة التي تصاحب تلك المكابدة في عالم الواقع, في مواجهة الجاهلية في أي زمان.إن المسألة -في إدراك مدلولات هذا القرآن و إيحاءاته- ليست هي فهم ألفاظه و عباراته, ليست هي -تفسير القرآن- كما اعتدنا أن نقول!!المسألة ليست هذه, إنما استعداد النفس برصيد من المشاعر و المدركات و التجارب التي صاحبت نزوله, و صحبت حياة الجماعة المسلمة و هي تتلقاه في خضم المعترك.. معترك الجهاد.. جهاد النفس و جهاد الناس, جهاد الشهوات و جهاد الأعداء.و الذين يعانون اليوم و غدا مثل هذه الملابسات, هم الذين يدركون معاني القرآن و إيحاءاته, و هم الذين يتذوقون حقائق التصور الإسلامي كما جاء بها القرآن, لأن لها رصيدا حاضرا في مشاعرهم و تجاربهم , يتلقونها به و يدركونها علي ضوئه.. و هم قليل.”