“الوقت يمضي , يضيع مني , يضيع منا جميعا . كيف بوسعنا أن نحب بعضنا أكثر ؟ كيف نقفز حواجز اللامبالاة ؟ لا أريد أن انتظر إلى الجنازات حتى أقدر من هم قريبون مني , إن الموت موجود داخل الحياة , هذا صحيح . ولكن نستطيع أن نرسله في إجازة أليس كذلك ؟ فهو يعمل كثيراً ويستحق عطلة . ولا يجب أن نشتاق إليه , لأنه سيعود على أية حال , وعندما سيفعل ذلك , سيضع يده على كتفنا .”
“هزت الآنسة ماربل رأسها نفياً ثم قالت :" لا، لا، أظن أن هذا طبيعي للغاية . تستحق الحياة أن نحياها ، تصبح أكثر جاذبية عندما تكون قريباً من أن تخسرها . ربما لا يجب أن يكون الأمر هكذا، ولكنه كذلك . عندما تكون شاباً وقوياً ومفعماً بالصحة وتمتد الحياة أمام ناظريك، في هذا الوقت لا تكون الحياة مهمة على الإطلاق. إن الشباب هم من يقدمون على الإنتحار بسهولة، بسبب اليأس من الحب، وفي بعض الأحيان بسبب مجرد القلق والحيرة. ولكن كبار السن هم من يعرفون قيمة الحياة ومدى متعتها ”
“ اسمح لي يا سيدي أن أرتجف أمامك ريثما يبرد الحساء، أنت لن تمنعنيمن الارتجاف، أليس كذلك؟ إنه حق ما زال متوفراً لي حتى الآن.. شيءمؤسف ولكنه حقيقة واقعة.. إن رجالك لا يستطيعون أن يمنعوني من ذلك،أعتقد أنهم يرغبون في ذلك.. أليس الارتجاف حركة؟ ولكن كيف يتعينعليهم أن يفعلوا؟ أيعطوني معطفًا؟ كيف، يعطون الخنزير معطفًا؟”
“إن سأل سائل فقال : ما الدليل على أن للخلق صانعاً صنعه ومدبراً دبره . قيل الدليل على ذلك أن الإنسان الذي هو في غاية الكمال والتمام كان نطفة ثم علقة ثم مضغة ثم لحماً وعظماً ودوماً . وقد علمنا أنه لم ينقل نفسه من حال إلى حال لأنا نراه في حال كمال قوته وتمام عقله لا يقدر أن يحدث لنفسه سمعاً ولا بصراً ولا أن يخلق لنفسه جارحة ، يدل ذلك على أنه في حال ضعفه ونقصانه عن فعل ذلك أعجز لأن ما قدر عليه في حال النقصان فهو في حال الكمال عليه أقدر وما عجز عنه في حال الكمال فهو في حال النقصان عنه أعجز .”
“إنني ألمح شبح الموت بشكل متكرر، إنه شبح كثيف للغاية، كما لو أن الموت قريب جدا مني ويحيط بي ويقبض عليّ من كاحليّ. يمكنه أن يقع في أي لحظة، ولكن ذلك لا يفزعني.. لأنه لم يكن أبدا موتي أنا. إنه دائما موت شخص آخر، في كل مرة يموت فيها شخص أشعر بأن ذلك ينهك قواي.. كيف ذلك؟!”
“وفي صلواتي صرت أرغب أن ابتهل قائلاًيارب لاتنأى عني كثيراً ولا تقترب مني كثيراً كذلك !دعني أتأمل النجوم على أهداب ثوبك ولكن لا تكشف لي عن وجهك !اسمح لي أن أسمع خرير الأنهار التي تجعلها تجري والريح التي تنفخ في الأشجار وضحكات الأطفال الذين قد خلقتهم ولكن إلهي إلهي لا تسمح لي أن أسمع صوتك !”