“فى داخلك طبقات وركام وأحداث وصدوع وتشققات وزحام وكلام وأنت تائه فى الخضم بين جنبات بحر متلاطم الأمواج. لا فكرة تراوضك ولا علامة تدلك على الطريق. أنت فقط تسير من سفر إلى سفر وكأنك عابر سبيل يتوقف فى المحطات يطالعها ويقرأ جرائدها ويشرب قهوتها ويتلفت فيسأله أخر عن عنوان فلا يعرف بماذا يجيب.”
“عندما تستند برأسك للخلف وتفتش فى ذهنك عن شيء ما، تفتش فى كل مكان ولكنك لا تعرف أين ستجده فى متاهتك الداخلية، تسأل نفسك عن هذا الشيء وماذا يكون، ولكنك لا تعرفه بالتحديد. لا تعرف كيف تصفه لنفسك ولا تسطيع تحديد معالمه ولكنه شعور ما تبحث عنه. بداخلك يقين أكيد بأن هذا الشيء موجود، تكاد تشعر بلمسه وبوجوده فى منطقة ما بداخلك ولكنك لا تعرف كيف تحدد ماذا يكون!!”
“صندوق... أنت فى صندوق، تتحرك بالصندوق أينما ذهبت، الصندوق هو الثقل و هو الإطار وكل شيء هنا يتتابع مرورا وكأنك محطة لست إلا. أن تجاهد مركزية الثقل كأنك تضع السنوات فى مواجهة اللحظات. هل تغلب جموح اللحظة سنوات المنطق المعتاد المنسق المنساق؟”
“فى المدينة يكون من صعب على ملايين البشر الحكم على أنفسهم.. ولكنهم فقط يتهكمون وينتقدون.. هو مجرد مصمصة الشفاة بعد كل موقف. عادة راسخة فى مجتمع الأمثال الشعبية. فخاتمة الموقف دائما يصاحبها تعليق. صوت الراوى وصوت المعلق على الأحداث من على ناصية المقهى ومن على حافة الأريكة ومن على طرف اللسان ومن ظلام الجهل.”
“متى يتحول الانسان من "بحر " الى " مستنقع " ؟؟عندما ينحصر فى ذاته ولا يحزنه البؤس الانسانى ولا تحركه النماذج الثائرة فى التاريخ حين يتوقف الانسان عن الحب يتحول من بحر الى مستنقع يركد ويلوثه الاعتياد اليومى”
“قدر المسافر أن يبتعد فى الطريق ليقترب أكثر من كل ما كان في نفسه ولم يراه.”
“كيف نحمل فى داخلنا الأشياء ونقيضها ونقضي الوقت فى غمار تلك المقامرة بين ما كان منا وما كان علينا؟”