“إن لحظة فائقة فى الحياة, فائقة فى نشوتها, فى تحررها من الزمن مازالت مؤجلة فى المستقبل ودوما مرهونة بأن وقتها لم يحن بعد. أراها تراقبنى وأنا أتدرب عليها. هذة المراقبة تفسد تدريبى, وتمتص حاضرى. فإذا كانت اللحظة الفائقة لم تحدد لى تدريبا بعينه, ولم تعدنى بشئ سوى صمتها, وهو لى أكثر من كاف ألا تكون الحياة كلها تدريبا على اللحظة الفائقة. هكذا قد ينتفى معنى التدريب وتنتفى معه القدرات المكتسبة. إنها لحظة ظالمة, لكنه ظلم عادل. أحيانا يخيل لى أن هناك من ليس له الحق فى أن يموت لأنه لم يتدرب جيدا, لكن الظلم العادل هو ضابط نغمة الأبدية.”

مصطفى ذكرى

Explore This Quote Further

Quote by مصطفى ذكرى: “إن لحظة فائقة فى الحياة, فائقة فى نشوتها, فى تحر… - Image 1

Similar quotes

“ليس هناك فكاك من هذا التصور . انا فى وسط جزيرة. كما ان هناك اخرين فى جزر مشابهة. لا أحد يعرف السباحة أو يحبها أو يحلم بتعلمها. والحال أن كل واحد منا يقبع فى وسط جزيرته يفكر فى الاخر.يفكر أن الاخر يعرف السباحة ويحبها ويتمرن عليها يوميا فى الأزرق الكبير. ولهذا ينتظر كل واحد منا ضيفا من جزيرة مجاورة. أنتظار تلك الزيارة يبتلع المستقبل كله. ومع الوقت ينسى الضيف. ويبقى الأنتظار بكل سكونه مفتوحا على المستقبل. ولو زار أحدكم جزرنا لخدع وهو يقول .لا أحد فى تلك الجزر الموحشة. لا أثر لحياة هنا. لكن قبل أن تقول ذلك. دع الصمت يأخذك الى جذع شجرة سميك. اننى أوصلك بها”


“اللحظة الصادقة هى لحظة الخلوة مع النفس حينما يبدأ ذلك الحديث السرى,ذلك الحوار الداخلى,تلك المكالمة الإنفرادية حيث يصغى الواحد إلى نفسه دون أن يخشى أذناً أخرى تتلصص على الخط.ذلك الإفضاء و الإفشاء و الاعتراف و الطرح الصريح من الأعماق إلى سطح الوعى فى محاولة مخلصة للفهم,و هى لحظة من أثمن اللحظات.إن الحياة تتوقف فى تلك اللحظة لتبوح بحكمتها و الزمن يتوقف ليعطى ذلك الشعور المديد بالحضور حيث نحن فى حضرة الحق,و حيث لا يجوز الكذب و الخداع و التزييف,كما لا يجوز لحظة الموت و لحظة الحشرجة.و قد تأتى تلك اللحظة فى العمر مرة فتكون قيمتها بالعمر كله.أما إذا تأخرت و لم تأت إلا ساعة الموت,فقد ضاع العمر دون معنى و دون حكمة و أكلته الأكاذيب,و جاءت الصحوة بعد فوات الأوان.”


“إن الحياة تدور فى دوائر مغلقة،والذين يحيون فى دائرة بعينها، تحت آلام وخيبات بعينها، وحدهم يفهمون بعضهم بعضا، نظراً لطبيعة الدعم المتبادل بينهم، وهذا الدعم بين المتألمين الخائبين، يتراوح بشدة بين السادية المطلقة إلى المازوخية المطلقة،وصولاً للصمت المطلق من قِبَل طرف متألم أمام طرف خائب، إذ يجتمع أحياناً للطرف الواحد الألم والخيبة، وأحياناً أخرى يقتصر الطرف الواحد على الألم وحده، أو الخيبة وحدها، وفى هذا التّماس بين الدوائر، قد يحدث، وان كان نادراً، أن يأخذ الطرف المتألم حمولة الخيبة من الطرف الخائب، الذى يأخذ بدوره حمولة الألم من الطرف المتألم.”


“من لا خير له فى دينه لا خير له فى وطنه، لأنه إن كان بنقضه عهد الوطنيه غادرا فاجرا، فهو بنقضه عهد الله وميثاقه أغدر وأفجر، وإن الفضيلة للأنسان أفضل الأوطان، فمن لم يحرص عليها، فأحرى به ألا يحرص على وطن السقوف والجدران.”


“ليس معنى أن الله سبحانه و تعالى عندما قال لى لا تسرق قد قيد حريتى فى أن أمد يدى إلى مال غيرى ..هذه نظرة ضيقة و لكنه فى الحقيقة قد قيد المجتمع كله فى أن يمد يده إلى مالى .. فحمانى - و أنا القرد الضعيف- من مجتمع يمكن أن يجردنى من كل شىء”


“ كنت أحس بأن يد الله قد ألقت بى فى تجربة فى لحظة من لحظات تاريخ الرعب البشرى . لحظة أول رعب نووى بلا حرب تعيشه الإنسانية .و إنى لمؤتمن على هذه اللحظة - ككاتب - فى حدود طاقتى و المتاح لى ( لكونى أجنبياً ) , و من ثم رحت أتعرض لما لا يعلمه إلا الله و السلطات العليا السوفيتية من جرعات إشعاعية . لم أستطع البقاء فى غرفة مغلقة النوافذ حين كان الربيع الشهير فى كل الدنيا - " ربيع كييف " - يزدهر بتوحش .. يتأجج بخضرة كثيفة و زهور و طيور و ثمار شتى تحت مظلة من الرعب النووى المحقق . الرعب اللامرئى الذى كنت فى أعماق قلبى لا أخشاه , ربما لأننى لم أكن أحسه , و أكثر .. لأننى أوقن فى قرارة نفسى أننى ابن موت . واحد من بشر قصار العمر يحيون فى العالم الثالث المكروب , فى الجنوب المتهالك , حيث القاعدة هى الشقاء و الموت المبكر , أما الاستثناء فأن يسعد الناس و يعمرون .”