“يوم يكون الخطأ زلة قدم لم تألف العوج ٬ أو انهيارا مباغتا فى الإرادة الإنسانية وهى تنشد الخير ٬ فإن الإسلام يقف مع العاثر حتى ينهض ومع المنهار حتى يثبت ٬ والشروط التى وضعها لإقامة الحدود والقصاص تؤكد هذه الحقيقة. أما تحول الرذيلة إلى عمل معتاد لا حياء فى مواقعته ٬ فإن ذلك ما تنهض السلطة فى الإسلام لمقاومته بالرجم أو الجلد ٬ ولست أتصور فاحشة ترتكب أمام أعين أربعة من الرجال إلا أنها مسلك دابة هائجة فى إحدى الغابات أو أحد الأجران!!كيف تستغرب الصرامة فى منع هذا البلاء؟ إن الحد تسقطه شبهة!!.. وقد تسقطه فى بعض المذاهب التوبة ٬ والقضاء بصير بمواضع العنف واللطف ٬ والمهم صون المجتمع من استقرار الفساد والجرأة على المحرمات!.أما القصاص فهو مشروع للإحياء لا للإماتة ٬ وإبطال القصاص ذريعة للمزيد من سفك الدماء وإهدار حق الحياة ٬ ونشر القلق فى كل ناحية.”
“إن قرون التخلف التى مرت بنا انتهت فى القرن الماضى بوضع للمرأة المسلمة لا يقول به فقيه مسلم!لقد رأيت المرأة فى بلادنا لا تدخل مسجدا أبدا.. بل فى قرانا.. وكثير من المدن كانت المرأة لا تصلى وهى إلى جانب هذا الحرمان الروحى كان التعليم محرما عليها فلا تدخل مدرسة أبدا وقلما يؤخذ لها رأى فى الزواج ويغلب أن يجتاح ميراثها.وإذا انحرف الشاب تسوهل معه أما إذا انحرفت المرأة فجزاؤها القتل..! هل هذه المعالم المنكورة لحياة المرأة تنسب إلى الإسلام؟!الله يعلم أن الإسلام برىء من هذه التقاليد ٬ كما هو برىء من المفاسد الجنسية فى أوروبا وأمريكا..!ومع ذلك فإن منتسبين إلى الإسلام وعلومه ٬ يرتضون هذه الأحوال أو لا يتحمسون لتغييرها”
“ولست أرمى بالتبعة على أعداء الإسلام ٬ فإن القانون لا يحمى المغفلين ٬ وإنما أَلفت النظر إلى هذا الهوس الفكرى وحملته فى كلمكان..لقد أصبح هناك متخصصون فى إثارة الخلافات الغريبة وشحن القلوب بالغضب من أجلها ٬فلحساب من يقع هذا؟ !أعرف متعصبين ذوى قلوب طيبة لبعض وجهات النظر الخفيفة الوزن ٬ وهؤلاء صيد سهل لأعداء الإسلام ٬ وينبغي تفتيح أعينهم على مغبة سلوكهم حتى لا ينكبوا دينهم وأمتهم.ولقد سمعت فى ...إحدى المحافظات شكوى من أن هؤلاء تجيئهمالكتب بسهولة من وراء الحدود وتبذل لهم بالمجان وآخر ما شغلوا الأذهان به قضية `خلق القرآن` التى ماتت من اثنى عشر قرنا ولم يعد أحد يحسها ٬إن هؤلاء الملتاثين رأوا إحياءها أو رئى لهم ذلك!!.وتوجد قوى محلية وعالمية تعين على ذلك حتى تنتكس النهضة المعاصرة ٬ ويتدحرج المسلمون من العالم الثالث إلى عالم الفناء والتلاشى!!!!!!”
“ما الذى دعا الشيوعيات إلى التصايح ضد قانون الأسرة فى الجزائر والمطالبة بإلغائه؟ الذى دعا إلى ذلك خطباء ودعاة إسلاميون، تحدثوا عن موقف الإسلام من المرأة حديثا استفز أولى الألباب، وبعث فى النفوس الوجل من مستقبل يستولى فيه أولئك الإسلاميون على الحكم!. يقول أحدهم: الإسلام يرى أن المرأة إنما خلقت لتلد الرجال!! ويقول ثان: مقار النساء البيوت، ما يخرجن منها إلا إلى الزوج أو إلى القبر! ويقول ثالث: يجب أن تظل الفتاة أمية لا تكتب ولا تحسب! ويرفق رابع بها فيقول: حسبها إتمام المرحلة الابتدائية فى التعليم، وما وراء ذلك لا داعى إليه..!. وبلغنى أن طالبة ساذجة فى أحد المعاهد قالت لأمها: أما يوجد دين آخر أرفق بنا من هذا الإسلام؟؟ لقد شعرت أننى أطعن فى فؤادى عندما سمعت مقال هذه الطالبة!. إن الدين الذى كرم الإنسان ذكزا كان أو أنثى أمسى على ألسنة بعض الفتانين الجهال هوانا بنصف الإنسانية وتحقيرا لها..!. لقد مكثنا بضع سنين فى الجزائر نوكد صدق العلامة ابن باديس عندما أيقظ الإسلام فى صدور الرجال والنساء جميعا، مؤكدا أن الأمة لا تستطيع التحليق إلا بجناحيها، من الرجال والنساء، وواقفا عند قول الرسول الكريم 'النساء شقائق الرجال ' وقول الله سبحانه: 'لا أضيع عمل عامل منكم من ذكر أو أنثى، بعضكم من بعض'... إن غلماناً سفهاء يحملون علما مغشوشا أو جهلا مركبا هجموا على الصحوة الإسلامية، وكادوا يقفون مسيرتها بما ينشرون من ضلالات، ويشيعون عن الإسلام من إفك.. استغل الشيوعيون هوسهم الدينى فقادوا مظاهرة إلى المجلس التشريعى منادين باحترام حقوق الإنسان وحفظ كرامة المرأة”
“والتعقيب على أخطاء الحاكم بالنقد ليس أمرا مباحا فحسب ـ كما يظن من مفهوم كلمة الحرية السياسية ـ بل هو فى تعاليم الإسلام حق لله على كل قادر ، والسكوت عن هذا النقد تفريط فى جنب الله ومن ثم فعلى حملة الأقلام وأرباب الألسنة أن يشتبكوا مع عوج الحاكمين فى معارك حامية لا تنتهى أو ينتهى هذا العوج ، وكل حركة فى هذا السبيل جهاد ..!”
“كل دعوة تحبب الفقر إلى الناس ٬ أو ترضيهم بالدون من المعيشة ٬ أو تقنعهم بالهون فى الحياة ٬ أو تصبرهم على قبول البخس ٬والرضا بالدنية ٬ فهى دعوة فاجرة ٬ يراد بهاالتمكين للظلم الاجتماعى ٬ وإرهاق الجماهيرالكادحة فى خدمة فرد أو أفراد. وهى قبل ذلك كله كذب على الإسلام ٬ وافتراء على الله.”
“إن الإسلام وحده هو الذى صان شخصية المرأة ورد كل عدوان عليها وفق قاعدته: " لا أضيع عمل عامل منكم من ذكر أو أنثى بعضكم من بعض". والذى يحز فى نفسى أن جمهورا من المتدينين الجهلة فى بلادنا تبنّى مفاهيم الجاهليات اليونانية والرومانية وغيرها وقرر أن يحيا فى نطاقها، وزاد إلى هذه السفاهة أن قرر الدعوة إليها بحسبانها مفاهيم إسلامية . كيف نحمى الإسلام من أصدقائه الجهلة؟ فهم أضر عليه من أعدائه السافرين”