“وكنت دائما أتساءل بذهول: هل من المعقول أن يكون الإنسان لئيماً إلى هذه الدرجة ؟!! وهذا اللؤم المجاني ؟!!”
“أحيانًا أتساءل: هل كان يمكن أن تولد صداقتنا هذه لو لم تكن فرصة حواري معك على الورق؟ هل كان من الممكن أن تولد صداقتي معك لو أنني كنت أعرفك؟ هل كان يمكن أن أمتلئ بالألفة هكذا لو أنك كنت تسكن جاري هنا بالمدينة؟ ... لا أعتقد! كنت ولا بد سأصطدم بجدارك الخارجي، الإنسان أطيب وأرق كثيرًا من مغلفه المعبأ فيه.”
“يقولون: حاول دائما أن تبقى متفائلاً! هل المقصود أن لا ننظر إلى النصف المسروق من الكأس؟”
“أتساءل اليوم وسط هذه العزلة وهذا الإنكسارهل إنتهيت تلك السعادات الصغيرة التى كانت طابعنا اليومى ؟هل نسيت أننا كنا مصنع الفرحة حتى فى أكثر اللحظات قسوة !”
“هل الحرية في هذا الفراغ الكبير؟ هل الحرية هي هذه الساعات المشردة الممزقة التي تمر في حياة الإنسان دون أن تحسب من عمره؟”
“هل يحسّ الوعاء؟هل يضجر من الرفّ؟هل يتطلع إلى حساء ساخن يُسكب فيه، إلى شفاه ناعمة ترتشف منه، إلى يدين تحيطان به، تضمانه، وتحملانه من برودة الرف المهجور إلى دفء المائدة العامرة؟هل يحسّ الوعاء الخزفيّ الفارغ بأنه فارغ، بأنه بارد، بأنه مهجور؟هل يحسّ الوعاء أنه وعاء؟هل يعنيه ما يكون ومن يكون؟!ما أجمل أن تكون وعاءً خزفياً.. وفارغاً.”