“المجتمع الوضيع هو الذى يفهم الزواج على أنه عقد انتفاع بجسد أو يعرفه بأنه امتلاك بضع بثمن، أو يراه شركة بين رجل تحول إلى ضابط برتبة مشير لديه امرأة برتبة خفير ..! أين الودّ والتراحم والشرف والوفاء ..؟!”
“ إن القوامة للرجل لا تزيد عن أن له بحكم أعبائه الأساسية، وبحكم تفرغه للسعى على أسرته والدفاع عنها ومشاركته فى كل ما يصلحها.. أن تكون له الكلمة الأخيرة ـ بعد المشورة ـ ما لم يخالف بها شرعا أو ينكر بها معروفا أو يجحد بها حقا أو يجنح إلى سفه أو إسراف، من حق الزوجة إذا انحرف أن تراجعه وألا تأخذ برأيه،وأن تحتكم فى اعتراضها عليه بالحق إلى أهلها وأهله أو إلى سلطة المجتمع الذى له وعليه أن يقيم حدود الله وهذا كلام حسن،”
“إن الزواج ليس نزوة عابرة! إنه صحبة دائمة وميثاق غليظ وشركة فى حياة لا تتحمل هزلا ولا عبثا،فما ارتبط به الزوج أو الزوجة من شروط لا يسوغ فيه تحريف ولا تقصير.. والوفاء بالمهر ليس إلا مثلا يذكر لما يجب أن يكتنف الزوجية من صدق وشرف، ولو أن رجلا عرض نفسه على أنه حليم أو سمح، فليثبت على هذه الخلال التى ادعاها. وليتكلفها إن لم تكن فيه! فإن بركات الله تنزل على أهل الصدق، وتجعل المعيشة أحلى وأبقى.. بل إن المرأة قد تتنازل عن حقها المالى كله أو بعضه عندما ترى زوجها كرم الشمائل نبيل السجايا ! والتى تعطى نفسها لا تضن بمال..”
“والدين الذى نزل أمين الوحى لتوضيحه هو الإسلام إن نظرنا إلى السلوك الظاهر، والعمل البين.وهو الإيمان إن نظرنا إلى اليقين الباعث والعقيدة الدافعة.وهو الإحسان إن نظرنا إلى كمال الأداء والوفاء على الغاية عند اقتران الإيمان الواضح بالعمل الصالح...بل هو جملة هذه المعانى، لا ينفصل أحدها عن الآخر عند التصور الكامل، كالشجرة الحية.قد تنظر إلى جذعها الذى يحمل الغذاء للغصون الدانية والذوائب العالية.وقد تنظر إلى الأثمار المطعومة والأوراق المظللة.وقد تنظر إلى ينع الشجرة وحفولها وازدهارها.”
“والناس اليوم يتطلعون إلى ذات الغنى ، وقد يتنافسون وراء ملكة جمال تبيع جسدها في ميادين الفن أو ميادين عرض الأزياء ، وما قيمة امرأة لا ترد يد لامس ، وما قيمة بيت يبنى على هذا الجرف المنهار؟ إن الزواج وسيلة لا غاية ! وسيلة لامتداد النوع الإنساني العالي ، وليس مقرا فقط لإشباع النهمة ، وتحصيل المتعة.”
“العلم عندنا يستحيل أن يخاصم الدين أو يخاصمه الدين، وقضية النزاع الموهوم بين العلم والدين لاصلة لها بالدين الصحيح، قد يقع النزاع بين العلم وبين البوذية أو البرهمية أو عقائد اقتبست منهما، أو متدينين انتسبوا إلى الله وأبو السير على طريقه المرسوم، فغضب عليهم لماكذبوا عليه.. أما العقل السليم فهو الأداة الوحيدة لفهم الوحى، والكون على سواء.. ومن ثم فما دمت مستقيما مع عقلى، فأنا متشبث بدينى، سائرعلى الفطرة، بعيد عن الانحراف!”
“والمسلمون اليوم مسخرون في الكون لكل ذي غلبة وبأس بعدما فقدوا الذكاء والكفاح على ظهر الأرض. أركان النفاق كما عرفها نبينا هي: الكذب، والخيانة، والغدر، والفجور، فماذا صنعنا لنبني الفرد والجماعة على الصدق، والأمانة، والوفاء، والشرف؟”