“وازداد الجو عبوسة ودمامة، وامتطت الأسعار الجنون، ندر الفول والعدس والشاي والبن، واختفى الأرز والسكر، وتدلل الرغيف، وندت عن الأعصاب المرهقة بوادر استهانة، فتعددت السرقات، وتعاقب خطف الدجاج والأرانب، وبعض السائرين ليلا نهبوا أمام بيوتهم، وانبرى رجال العصابة ينذرون ويهددون، ويدعون إلى الأخلاق والتضامن بحناجر قوية وبطون مكتنزة.”

نجيب محفوظ

Explore This Quote Further

Quote by نجيب محفوظ: “وازداد الجو عبوسة ودمامة، وامتطت الأسعار الجنون،… - Image 1

Similar quotes

“وعقب منتصف الليل ذهب إلى ساحة التكية لينفرد بنفسه في ضوء النجوم ورحاب الأناشيد. تربع فوق الأرض مستنيما إلى الرضى ولطافة الجو. لحظة من لحظات الحياة النادرة التي تسفر فيها عن نور صاف. لا شكوى من عضو أو خاطرة أو زمان أو مكان. كأن الأناشيد الغامضة تفصح عن أسرارها بألف لسان. وكأنما أدرك لم ترنموا طويلا بالأعجمية وأغلقوا الأبواب.”


“ودافع عن نفسه أمام نفسه فقال إنه لم يكن شريرا ولكنه فعل ما فعل بدافع الحرمان والعجز. أعطاه الله حظ الفقراء وشهوات الأغنياء، فما ذنبه؟”


“الحزن والوحشة في العالم ناجم عن النظر إلى كل ما سوى الله.”


“انقلب الظلام قناة سحرية بين الأرواح. ثمل الفضاء بالهمسات السحرية. في غفلة من الرقباء تدفقت النجوى مفعمة بالحرارة. ويتساءل الرجل:- أأنت عاشور الناجي؟ولكن الهامس سرعان ما يذوب في الظلام مثل روح شارد.همسة تدعو النائم أن يستيقظ. همسة تؤكد أن المخازن مليئة بالخير. همسة تلعن الجشع ، الجشع عدو الإنسان لا القحط. همسة تتساءل أليست المغامرة أفضل من الموت جوعا. وهمسة تنبه إلى أنه توجد ساعة ينام فيها رجال العصابة فتتخلى عنهم قوتهم. وهمسة تسأل ماذا يمكن أن يقف في وجه الكثرة إذا اندفعت؟ وهمسة تتحدى ، كيف تترددون ومعكم عاشور الناجي؟!انقلب الظلام قناة سحرية بين الأرواح. ثمل الفضاء بالهمسات السحرية. شحن الغيب بالقوى المجهولة.”


“وتبادَل الناس النظرات كأنهم في حلم، فواصل (قاسم) كلامه قائلا:- لقد ذهب الناظر إلى غير رجعة، واختفى الفتوات، لن يوجد في حارتنا بعد اليوم فتوة، لن تؤدوا إتاوة لجبار، أو تخضعوا لعربيد متوحش، فتمضي حياتكم في سلام ورحمة ومحبة.وقلَّب عينيه في الوجوه المستبشرة وقال:- وبيدكم أنتم ألا يعود الحال كما كان. راقبوا ناظركم، فإذا خان اعزلوه، وإذا نزع أحدكم إلى القوة اضربوه، وإذا ادَّعى فرد أو حي سيادة أدِّبوه. بهذا وحده تضمنون ألا ينقلب الحال إلى ما كان، وربنا معكم.”


“وكان يذهب عند الأصيل إلى بيت الناظر فيجالسه ويشاربه، ثم يعود ليلا إلى داره فيجد أن (حنش) قد هيأ له في الحديقة أو المشربية غرزة صغيرة فيحششان معا. ولم يكن معدودا في الحشاشين من قبل، ولكن التيار جرفه. وطارده الملل. وحتى (عواطف) أخذت تتلقَّن تلك الأشياء. كان عليهم أن ينسوا الملل والخوف واليأس وإحساسا محزنا بالذنب، كما كان عليهم أن ينسوا آمال الماضي العريضة.”