“فى ظل الهيمنة الامريكية. الولايات المتحدة وإسرائيل على إستعداد لأن تفعلا المستحيل من أجل تخريب التنمية ، وتعطيل التطور الديمقراطى ووضع العراقيل فى وجه إصلاح التعليم والثقافة وفى طريق تحقيق اى صورة مجدية للتعاون العربى او الوحدة العربية . يؤيد هذا الاستنتاج ان العرب (مثل غيرهم من الامم )كانوا يثبتوا قدرتهم على التقدم فى مختلف الميادين بمجرد ان تتاح لهم ظروف دوليةمواتية. حدث هذا مرة فى عهد محمد على ومرة فى عهد عبد الناصر. ولكن الفترتين كانتا للأسف قصيرتين للغاية، فلم تدم فى عصر محمد على أكثر من ثلاثين عاما ، بأقصى تقدير (1810 -1840 ) ولم تدم فى عصر عبد الناصر ، بأقصى تقدير أيضا على 11 عاما( 56- 1967 )كان التقدم فى مختلف الميادين الاقتصاد والتعليم والثقافة والاصلاح الاجتماعى مدهشا بكافة المقاييس فما الذى حدث بعد ان بدأت الولايات المتحدة تمارس قبضتها القوية ؟”
“بينما كان الفساد فى عهد عبد الناصر يتحسس طريقه على استحياء، و يقابل باستنكار إذا اُكتشف أمره، تحول فى عهد السادات إلى مهرجان كبير يمرح فيه الناس و يقتنصون أية فرصة تتاح لهم فيه دون خوف. و أما فى عهد مبارك فقد خف الاستنكار و زال المرح، إذ أصبح الفساد جزءاً لا ينفصم عن النظام نفسه ...”
“القضية الوطنية فى العهد الملكى كانت جلاء الانجليز ثم تحولت إلى مساندة حركات التحرر العربية ضد الاستعمار و الفلسطينيين فى عهد عبد الناصر، ثم تحولت فى عهد السادات إلى تحرير الأراضى المصرية فيما عرف "مصر أولاً" و أخيراً فى عهد مبارك لا شئ ...”
“لقد قبلنا تعريف التنمية بأنها زيادة متوسط الدخل وليس اشباع الحاجات الاساسية للناس .. والامران مختلفان اذ من الممكن أن تنجح فى تحقيق الاول نجاحا باهرا وتفشل فى الثانى، كما ان من الممكن ان تنجح نجاحا باهرا فى تحقيق الثانى مع تقدم بسيط فى رفع متوسط الدخل”
“و نحن نعيش فى عصر أصبح مركز الشخص الاجتماعى فيه , و نظرة الناس إليه يتحددان بأنواع و كميات السلع و الخدمات التى يستطيع اقتناءها . فالخوف من أن نفقد القدرة على الشراء يتضمن فى الحقيقة خوفاً من ان نفقد مكانتنا بين الناس , وهو من أشد أنواع الخوف قسوة و إيلاما.”
“وقد رأينا فى مختلف عصور التاريخ، وسوف ترى فى مختلف عصور المستقبل، مفسرين للدين تهمهم مصلحة الناس ومفسرين لا يهمهم الا مصالحهم الشخصيه. رأينا أمثال الشيخ عبد الوهاب خلاف والشيخ على الخفيف والشيخ محمود شلتوت عليهم رحمة الله، لايهتدون الا بما يحقق مصالح الناس، ورأينا كذلك مرتكبى جرائم القتل فى ديروط وصنبور و ابوقرقاص واسيوط وامبابه والزاويه الحمراء ومصر الجديده باسم الدين أيضا، ولم يكن اولئك بأقل تدينا من هؤلاء”
“إن انتشار الحجاب فى البداية كثيراً ما يعكس خطوة جديدة فى طريق تحرر المرأة، إذ يرجع انتشاره إلى حد كبير إلى اضطرار المرأة المصرية للخروج للعمل أو الدراسة أو لتحمل أعباء كان الزوج يتحملها من قبل، و اضطرت المرأة للاختلاط بالرجال الغرباء فى الشوارع و الجامعات و وسائل المواصلات بدرجة أكبر بكثير من ذى قبل، فكان الخروج مع الحجاب ينطوى على خطوة فى طريق التحرر بالمقارنة بالبقاء داخل البيت، بحجاب أو بدونه || دكتور جلال أمين فى كتاب "مصر و المصريون فى عهد مبارك”