“الحالة المصرية تختلف جذرياً عن هذا الواقع اللبنانى، والواقع العراقى، فنحن ليس لدينا أية اختلافات إلا اختلاف واحد هو الاختلاف الدينى، وبالتالى لا يصح أن نتحدث هنا عن تعايش بل اندماج، فالجماعة الوطنية تتكون عندنا من مصريين وحسب، وكما أشار الدكتور عاصم قبل قليل فإن معظم المسلمين المصريين كانوا مسيحيين وتحولوا إلى الإسلام، وبما يعنى أننا، مسلمون ومسيحيون، ورغم الاختلاف الدينى، ننتمى جميعاً إلى أصل عرقى واحد، وبالتالى يكون علينا أن نتوقف قليلاً ونسأل أنفسنا: عيش مشترك أم اندماج وطنى بين هذه الجماعة ذات الأصل الواحد؟”
“حين نتحدث عن إشكالية كثرة الاختلاف في واقع الأمة اليوم: العلمي والدعوي ، ويطالب البعض بالتوحد تحت رأي وعمل واحد ، فهنا نكون أمام إشكالية أعمق ، هي الظن بأننا لا يمكن أن نهدأ إلا عند الاتفاق ، أما في الاختلاف فلا سبيل إلى حفظ مقام الإخاء والحقوق.”
“لأننا أبناء بلد واحد، ونحن لا نتذكر أننا مسلمون ومسيحيون إلا حين تذكروننا وتذكرونهم بهذا.”
“يصح هنا أن أنقل قصة ذكرها الدكتور يوسف القرضاوي عن قبيلة في أندونيسيا أرادت أن تدخل في الإسلام فذهبوا إلى الشيخ (أو المفتي) في أندونيسيا فقال لهم: على رجال القبيلة جميعهم أن يختتنوا !!!! ففزع رئيس القبيلة وقال: ما هذا الدين الذي يلزم الداخل فيه أن يقطع ذكره؟؟ فامتنعت القبيلة عن الإسلام بسبب فتوى هذا الشيخ !!”
“ليس هناك طريق للآخرة اسمه العبادة. وطريق للدنيا اسمه العمل!وإنما هو طريق واحد أوله في الدنيا وآخره في الآخرة. وهو طريق لا يفترق فيه العمل عن العبادة ولا العبادة عن العمل. كلاهما شيء واحد في نظر الإسلام. وكلاهما يسير جنباً إلى جنب في هذا الطريق الواحد الذي لا طريق سواه!”
“المطلوب من الدعاة الراشدين أن يدركوا الأمة من الداخل ٬ ويقفوا حركة التمزيق الفكرى والروحى الوافدة من الخارج.وذلك يفرض علينا إحياء الإخاء الدينى ٬ وتنشيط عواطف الحب فى الله ٬ واختصار المسافات أو ردم الفجوات التى تفصل بين المنتسبين إلى الإسلام. ولكى لا يكون ذلك خيالا أو خطابة منبرية نرى صب الأمة كلها فى تجمعات ذات أهداف حقيقية ٬”