“إن إخواننا الشيوعيين يتناسون كل النماذج الاسلامية ولا يتمثلون إلا بواحد هو أبي ذر الغفاري رضي الله عنه ويرون فيه وحدة نموذج الاسلام الصحيح ، لأنهم قرأوا في سيرته أنه كان ثائرا على الأغنياء . وكان عنيفا في ثورته ، وكان يؤلب عليهم الخليفة ويطالب بنزع ملكياتهم وتوزيعها على الفقراء ، وكان يهيج عليهم الفقراء أينما سار وتحفظ لنا سيرة أبي ذر رضي الله عنه هذه الحكايات ولكنها أيضا تحفظ لنا أقوال ومواقف الصحابة من أبي ذر ، بل أكثر من ذلك رأي الرسول عليه الصلاة والسلام حينما طلب منه أبو ذر الولاية وكيف أنكر الرسول عليه الصلاة والسلام طلبه وكيف أجابه في أدب النبوة بأن الولاية مسئولية وعبء وأنه لايصلح لهذا العبء ، ولا يقدر عليه ، ولم يكن هذا لنقص في اسلام أبي ذر وإنما لما في طبعه من عنف وانفعال وسرعة غضب ولما في صحته من وهن”
“إذا كان علينا أن نحترم العالم ونقدره حق قدره ، وأن نقلده حينما يبرز لنا الدليل ؛ فليس لنا أن نرفع من قوله ونضع من قول الرسول عليه الصلاة والسلام ، ولا أن نؤثر قوله على قول الرسول عليه الصلاة والسلام”
“أشفق على ولدك من إشفاقك عليه " علي بن أبي طالب رضي الله عنه”
“وقيل للحسين بن علي رضي الله عنهما : إن أبا ذر رضي الله عنه يقول : الفقر أحب إلي من الغنى ، والسقم أحب إلي من الصحة . فقال : رحم الله أبا ذر . أما أنا ، فأقول : من اتكل على حسن اختيار الله له لم يتمن غير ما اختار الله له .”
“و من الحوادث الجزئية التي قد يستأنس بها أيضاً على حجية القياس أن جارية قالت لرسول الله صلى الله عليه و سلم: إن أبي أدركته فريضة الحج، و هو شيخ زَمٍنً لا يستطيع أن يحج، فإن حججتُ عنه أنيفعه ذلك، فأجابها عليه السلام: (أرأيت لو كان على أبيك دينُ فقضيته عنه أكان ينفعه ذلك؟ (قالت: نعم، فقال: (فدَيْنُ الله أحقّ بالقضاء).أما أقوال الصحابة و أفعالهم المؤيدة لصحة العمل بالقياس فمن أهمها أن المسلمين قاسوا خلافة أبي بكر على إمامة الناس في الصلاة، و قاسوا قتال مانعي الزكاة على تاركي الصلاة.”
“وقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم أحرص الناس على العدل بين نسائه، قدوة للمسلمين ومعلما وإماما، إلا فيما لم يكن تملكه بشريته من المساواة بينهن في العاطفة والقلب، وقد قال عليه الصلاة والسلام: اللهم هذا قسمي فيما أملك، فلا تلمني فيما لا أملك”